وقد حاولت الباحثة الاشتغال على نموذج عربي قديم في ضوء نظرية التلقي، حتى يتمكن القارئ من فهم طبيعة النص الأدبي، باعتباره إمكانية قابلة للتحقق بطرق مختلفة، واستخلاص أبرز القضايا التي شغلت فكر النقاد في كل فترة على حدة، ومعرفة التغيرات التي مست أفق توقعاتهم، كما حاولت من خلال دراستها إقامة تاريخ التراث الشعري العربي مخالفا للتاريخ المعروف، وذلك بسرد كرونولوجي للقراء القدامى وإبراز كيفية تعاملهم مع النص الشعري المدروس، وتعقب أشكال التفاعل بين النص ومتلقيه، كما جاءت به نظرية التلقي مع هانس روبرت ياوس.
ويضم الكتاب حسب ما ورد في مقدمته ثلاثة فصول:
يقارب الفصل الأول البعد البلاغي التداولي، وقفت فيه الباحثة على ثلاثة أغراض رئيسة في شعر بشار بن برد، وهي شعر المدح وشعر الغزل وشعر الهجاء، مع محاولة الوقوف على الأبعاد التداولية لكل غرض على حدة، وفي الفصل الثاني تطرقت الباحثة إلى البعد البلاغي الجمالي، تناولت فيه أغراض ثلاثة وهي الوصف والتشبيه والابتداع في أشعار بشار بن برد، وقد رصدت الباحثة أوجه الحداثة في شعر بشار من خلال وقوف النقاد على هذه الظواهر.
ويعكس الفصل الثالث البعد البلاغي اللغوي، حيث تناولت الباحثة جانب إحكام بشار بن برد للغة، واطلاعه الواسع على ألفاظ المتكلمين والألفاظ الهجينة، ثم ما ذهب إليه بعض النقاد مما عدوه من اللحن والخطأ في لغة الشاعر، وخلصت الباحثة إلى جملة من النتائج.
الباحثة نادية بوطاهر من مواليد مدينة تازة، تابعت دراستها الثانوية بمدينة جرسيف.
حاصلة على الإجازة في الأدب العربي، بكلية الآداب ظهر المهراز فاس.
حاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة، من كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان.
وحاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي، من كلية الآداب والعلوم الانسانية عين الشق بالدار البيضاء.
طنجة الأدبية
