تميز حفل افتتاح الدورة 11 لمهرجان طنجة للفيلم، الذي احتضنته قاعة سينما روكسي مساء الخميس 22 دجنبر الجاري، بتكريم لروح الأستاذ أحمد قاسم أكدي، المدير الفني السابق لهذا المهرجان، وذلك بمناسبة عودة هذا الأخير في دورة جديدة من 22 إلى 25 دجنبر 2022 بعد توقف دام حوالي خمس سنوات (2017- 2021). فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من سيرته الفنية والجمعوية:
نصف قرن من العمل الفني والجمعوي
يعتبر الراحل أحمد قاسم، المزداد بضواحي شفشاون يوم 24 يونيو 1942 والمتوفى بطنجة يوم 29 يوليوز 2018، رائدا من رواد المسرح والسينما والعمل الجمعوي بطنجة ومنطقة شمال المغرب عموما، حيث أسس وترأس سنة 1958 فرقة “نجوم الإستعداد للمسرح” داخل مركز الكشفية الحسنية بتطوان ، كما ساهم سنة 1963 في تأسيس جمعية الشباب المسرحي بنفس المدينة، وأسس سنة 1968 فرقة مارون النقاش للعمل المسرحي بجبل طارق. هذا بالإضافة إلى تأسيسه بطنجة لجمعية بن خلدون للمسرح والثقافة سنة 1972 وجمعية نادي الشمال للمسرح والسينما سنة 1973 وفرع النقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة طنجة – تطوان واتحاد المسرحيين والسينمائيين بطنجة سنة 1993…
يذكر أن الراحل أكدي استفاد سنتي 1969 و 1971 بتلفزيون جبل طارق من تدريب في التصوير والمونتاج ومارس كتابة السيناريو والإخراج ، ومن أفلامه المتوسطة الطول نذكر: “أنشطة عمالنا بجبل طارق” (1969)، وثائقي بالألوان مدته 35 دقيقة، “الخطاؤون الأربعة” (1970) ، روائي بالألوان مدته 40 دقيقة ، “عثمان” (1975) ، روائي بالألوان مدته 40 دقيقة …
وبعد استقراره بالمغرب سنة 1979 أسس بطنجة “الشركة العربية للأعمال السينمائية” وأنتج من خلالها مجموعة من الأعمال الفنية من بينها: “طنجة في صور” (1979)، وثائقي بالألوان مدته 40 دقيقة، “مأساة 40.000” (1982)، روائي طويل عن طرد المغاربة من الجزائر في منتصف السبعينات من القرن العشرين ومصادرة ممتلكاتهم، “ما نثرته الرياح” (1984)، روائي طويل حول ترويج الكوكايين بالمغرب، “الصخرة” (1989)، وثائقي بالألوان مدته 30 دقيقة … هذا زيادة على كتابته وإخراجه لأربعة أفلام تلفزيونية روائية طويلة ومجموعة من الروبورتاجات (400 منها صورها على امتداد 17 سنة لفائدة أرشيف عمالة طنجة ) وأفلام الفيديو ومسلسل تلفزيوني في ست حلقات بعنوان “حمدون الحكيم” (1995) لم يتم بثه لحد الآن …
كما اشتغل مصورا مع البعثة التلفزية للقناة الأولى الإسبانية بالمغرب لمدة ثلاث سنوات، وقدم خدمات للشركات الأجنبية التي صورت أفلامها بالمغرب (فيلم “شاي في الصحراء” من إخراج بيرناردو بيرطولوتشي نموذجا)، وشارك كممثل أو تقني في العديد من الأفلام المغربية والأجنبية المصورة بشمال المغرب، وأطر أجيالا من هواة السينما والمسرح على امتداد أربعة عقود من الزمان …
لم تقتصر أنشطة الراحل الفنية على المسرح والسينما والتلفزيون والعمل الجمعوي بل درس الموسيقى أيضا لمدة أربع سنوات بمعهد تطوان (العود والكمان والصولفيج)، واشتغل موسيقيا في عدد من الأجواق. وعلى المستوى الجمعوي اضطلع بمهمة الكاتب العام المساعد بالإتحاد الإقليمي لمسرح الهواة، وقضى ما لا يقل عن عقد من الزمان عضوا بمكتب الجمعية الثقافية للسياحة والسلام الأخضر بمدينة المضيق، كما أسس جمعية التاجر القروي بعين الحصن وانتخب كاتبا عاما لها، وساهم في السنوات الأخيرة في تأسيس مجموعة من الجمعيات نذكر منها: الشبكة الإنسانية العالمية بطنجة وجمعية إقرأ للتربية ومحو الأمية وغيرهما…
تم تكريمه سنة 2015 بطنجة في حفل افتتاح الدورة الثامنة لمهرجانها الدولي للفيلم، باعتباره مديرا فنيا له منذ لحظة التأسيس، وذلك نظرا للمجهودات الجبارة التي بذلها في تطوير المهرجان وتأطير الشباب وفي انفتاح أطر وأعضاء جمعية النور، الجهة المنظمة للمهرجان، على السينما وعوالمها. كما سبق تكريمه أيضا بطنجة سنة 2014 على هامش تنظيم مهرجان “بصمات” للفنون الثقافية .
رحم الله مولاي أحمد ومتمنياتي بالنجاح والتوفيق لتلامذته وأصدقائه في هذا المهرجان الجميل.
أحمد سيجلماسي