ضمن إصدارات “دار العائدون للنشر والتوزيع”- عمّان، صدر حديثاً للكاتبة والشاعرة اللبنانية دارين حوماني كتاب جديد بعنوان “عزيزتي بيروت.. هُنا مونتريال” يجمع بين الشعر والنثر، وتطالعنا فيه الشاعرة بتأمّلات في الواقع المأسويّ لبلادها (لبنان)، والوقائع الكارثية التي يعاني منها، وخصوصاً بعد الانفجار الكبير لمرفأ بيروت، وما تلاه من انهيارات. وكل هذا فضلًا عن تأمُّلاتها في ذاتها ومحيطها القريب والكونيّ.
الكتاب الذي تزينه لوحة غلاف للفنّان اللبناني حسن الجوني، قدّم له الشاعر اللبناني عبّاس بيضون.
وممّا جاء في تقديم بيضون: “قد تكون من ميزات دارين حوماني هذه العودة المثابِرة إلى السيرة الشخصية. لا أعني فقط الاحتجاج ضدّ المدينة وضدّ المجتمع وضدّ الآخرين بوجه عام، بل أعني أكثر من ذلك. الاحتجاج هنا هو في غالبه احتجاجٌ شخصي، الأم والمرأة المحاصرة في بيروت ليست في ديوان حوماني أيّ أمّ وأيّ امرأة، إنها دارين نفسها، دارين في حياتها الخاصة”.
واضاف: “هكذا يسعنا أن نقرأ شعرها كاعتراف كبير، بل نحن لدى قراءته نفهم أننا أمام ما يشبه السيرة. لا يحتاج المرء إلى أن يعرف دارين، كما أعرفها أنا، ليشعر بذلك. مع ذلك فإن عدداً من المناحي في الديوان لا يمكن فهمها إلّا بإحالتها على السيرة والحياة الخاصّة. قد يحيّرنا هذا الجدل مع الدين وهذه العودة المستمرّة إلى الوجود الإلهي، وهذه المعركة التي أطلق عليها كازانتزاكيس اليوناني أنها معركة مع الإله. قد يحيّرنا ذلك إلى حين نفهم أن دارين المتحدّرة من أسرة دينية، تتكلّم هكذا عن معركتها الخاصة، وأن هذا ليس وحده من سيرتها، فهذه السيرة التي وجدت شعرها واستولدته، هي إلى حدّ بعيد سيرة دارين، بل يمكننا هكذا أن نقرأ شعرها على أنه سيرة، سيرة بالشّعر، إذا أمكن القول. قراءة شعرها، على هذا النحو، قد تحتاج إلى مطالعة ثانية وقراءة أخرى”.
أمّا كلمة الغلاف الأخير فكتبها الكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت وجاءت بعنوان “نصوص تعكس نداء الداخل ومعاناة الإنسانيّة”، وجاء فيها: “لعلّ أكثر ما يستحوذ على قارئ مجموعة دارين حوماني هذه، وعلى ناقدها، يتمثّل بالقيمة التي تضيفها نصوصها إلى انعكاس نداء الداخل، وبالكيفية التي تمتلك بها أدوات ووسائل تعبير تتيح لها إمكان تجريد معاناتها الذاتية المحدّدة كي تبدع أو تخلق “قالباً عاماً” غير مخصوص بصاحبه، إذا ما جاز التعبير، فيه ما من شأنه أن يؤطر معاناة الإنسانية على وجه البسيطة، قالب يشفّ عن دلالات عادة ما تغيب عن ذهن القارئ فتتولّى قصائدها إعادتها إليه”.
وأردف شلحت: “تحقّق دارين حوماني في هذه المجموعة، بجدارة ملفتة، المقولة الذاهبة إلى أن الشعر والإبداع عموماً هو تعبير عن نداء الداخل إذ يتحدّى الوجود، عبر التجوهر في عكسه بواسطة صور واستعارات لا تنحصر في شرنقة المُحدّد بل تسمو به إلى المُجرّد على المستوى الإنساني العام”.
يذكر أن دارين حوماني شاعرة من لبنان مقيمة في كندا. حائزة على ماجستير في الإعلام، تمارس الكتابة في الصحافة الثقافية. نشرت 6 مجموعات شعرية هي: أكبر من نافذة قطار (2008)، الياطر الحزين (2011)، ملاءات رقيقة في غرفة واحدة (2014)، مقامات الخيبة (2016)، العبور بلا ضوء (2017)، أشجار غير آمنة (2021).
طنجة الأدبية-وكالات