تقديم وتوقيع الكتب المتوجة بجائزتي “أحسن قصيدة” و”النقد الشعري” للشعراء والنقاد الشباب
يشكل “ملتقى حروف”، لدار الشعر بمراكش، تقليدا ثقافيا ضمن استراتيجيتها للاحتفاء بالأصوات الشعرية والنقدية المغربية. وأضحت دوراته الخمس السابقة، محطة ثقافية وشعرية للاحتفاء بالمستفيدين من ورشات الكتابة الشعرية وأصوات المستقبل، أطفالا ويافعين وشبابا ومهتمين، والاحتفاء بالمتوجين والمتوجات بجائزتي الدار والخاصة بأحسن قصيدة والنقد الشعري، والموجهة للشعراء والنقاد الشباب، مواصلة للرهان الكبير على مستقبل الشعر المغربي وأفقه، إبداعا ونقدا، ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش، لربط المنجز الإبداعي في الشعر المغربي بالخطاب النقدي.
الدورة السابقة (الخامسة) والتي انتظمت شهر ماي2022، خصصت للأطفال ولمنتداهم القرائي الشعري، في احتفالية كبيرة عرفت مشاركة أزيد من 100 طفل (ة). أما الدورة السادسة، والتي نظمتها دار الشعر بمراكش الجمعة الماضية 30 شتنبر 2022، فاحتفت هذه المرة بإصدارات المتوجين بجائزتي أحسن قصيدة والنقد الشعري، الخاصة بالشعراء والنقاد والباحثين الشباب في دورتها الثالثة (2021)، والتي أعلنت عن نتائجها بموازاة انعقاد الدورة الثالثة لمهرجان الشعر المغربي في حدائق الشعر بعرصة مولاي عبد السلام السنة الماضية (29،30،31 أكتوبر 2021).
خطوة ثالثة لدار الشعر بمراكش، ومعها تنفتح هذه التجربة على أصوات شعرية ونقدية قادمة من المستقبل، ورهان دائم من دار الشعر بمراكش على الأصوات الشعرية الجديدة في شجرة الشعر المغربي الوارفة، وإيمان متزايد بخصوبة وغنى هذا المنجز الشبابي. تحول ملتقى حروف، في دورته السادسة، الى مهرجان للشعراء والنقاد الشباب، في تظاهرة شعرية شهدت مشاركة الشعراء: عبد الرحمن أحمو، عبد العظيم الحيداوي، إنتصار الحمري، نعيمة موحتاين، عبد الإله محداد، إسماعيل آيت إيدار، احماد ليبوركي، سمير الهبوجي، هاجر آيت مولاي علي، بدر هبول، حمزة الخازوم، جواد الهشومي، أمين طاهر، محمد علي الكناوي، أيوب شوقي، عمر راجي أمنار، سارة مرزوقي، ابراهيم بابوزيد، عبد العزيز فقهي، محمد سالم الهبيط، أسامة السكتاني، عبد الرحمان آيت باها، بوبكار وسلام، أحمد الناموسي، محمد العمراوي، محمد كبداني، حمزة أبعاش.
وقدمت الناقدة الدكتورة عتيقة السعدي أهم خلاصات تقرير لجنة التحكيم جائزة أحسن قصيدة، كما قرأ الشعراء قصائدهم المتوجة، الى جانب النصوص التي اختارتها لجنة التحكيم للنشر في الديوان الجماعي “إشراقات شعرية(3). فيما أشرف الناقد الدكتور أحمد قادم، عميد كلية اللغة العربية بمراكش، على تقديم الكتابين المتوجين بجائزة “النقد الشعري”: “النقد الشعري المغربي في مرايا النقد العربي الحديث.. نقد وتطبيق” للناقد عمر لكتاوي، (المتوج بالجائزة الأولى)، وكتاب “النقدات الشعريّة في الذيل والتكملة لكتابيْ الموصول والصّلة” لابن عبد الملك المراكشي، للناقد عبداللطيف الغزواني (المرتبة الثانية).
وأكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، في مستهل اللقاء على أن “ملتقى حروف لدار الشعر بمراكش، هو تظاهرة للاحتفاء بالمبدعين والنقاد المتوجين وتوقيع إصداراتهم، كما يشكل فضاء للقاء والحوار بين الشعراء والنقاد الشباب وتبادل الخبرات بينهم وتنظيم قراءات شعرية وتوقيعات لتشكل النصوص الى جانب التفكير النقدي، أفقا موازيا يؤسسان معا نوافذ تطل على راهن ومستقبل الشعر المغربي. خطوة آخرى في مسالك ودروب أسئلة النقد الشعري، وحاجة معرفية لمواكبة هذا المنجز الشعري المغربي الغني بتجاربه وحساسياته وأجياله، وانفتاح على مقاربات جديدة، لنقاد وباحثين مغاربة شباب، يحملون هم السؤال النقدي والمعرفي ويحاولون إضاءة هذا المشهد في أفق تحيين إشكالاته وأسئلته..”
وشهدت فعاليات الدورة السادسة للملتقى مشاركة الفنان عزيز باعلي، والذي سهر على تقديم جديد أغانيه، والتي تمتح من المنجز الشعري المغربي والعربي. فيما اختار الشعراء أن يرسموا، من خلال قصائدهم، لوحات للأمل في انتصار لقيم الشعر وهي تنفتح على مستقبل القصيدة المغربية الحديثة، إبداعا وتنظيرا، هذه الشجرة الخصبة والتي تتفرع بأغصانها في انتصار للتنوع الثقافي المغربي.
ومن “مشتل القصائد”، التي قدمت ليلة ملتقى حروف، نقرأ هذه المختارات:
قصيدة “شرفة غازل الضوء” للشاعر عبدالرحمان أحمو: (هناك.. والخـوف أشبــاح مُجَــنَّحَـــةُ/وشُرفَــةٌ في ذُرَى الْأَحْـلاَمِ مُوصَــدَةُ// هناك.. والوقت نايٌ سَدَّ مـن هلـــعٍ/ ثقوبــه واكتـوت بالحـزن أغنيــــــةُ).
قصيدة “أول الغيث” للشاعر عبد العظيم الحيداوي: (والناس تحسب أن الأرض يابـســـةً/ والمـــاء من حولـهم في الصخر ينتظر// قد يكره المرء خيرا ليس يعلـمــــــه/ في حكمـة الغيب ما لا يعرف البشــر)
قصيدة “شمس الأمل” للشاعرة انتصار الحمري: (شوف فيا /خلي حلامك تبوح ليا /جيني نيشان /وردة تحط فيديا /خليك من غيوم البارح /خليك من القلب الــﯕــارح/غسل طريقك/ورشها منك محبة)
قصيدة “الجزر الأخير” للشاعر عبدالإله مهداد: (أنا لمْ تَلِدْني نِساَءُ القبيلَةِ،/لمْ أحْتَفِلْ…/لمْ ألامِسْ خُزامَى وحنَّاءَ عِيدِي/ولا خِدْرَ زوْجٍ تُغَني لِتَفْتِنَ قافِيَةً.. /كنتُ كالغيْمِ أجْرِي عَلَى دَرْبِ حُبِّي/ فدَاسُوا ظِلالِي.)
قصيدة “الأمل ما ينبث بجانب الهاوية” للشاعر اسماعيل آيت إيدار: (كلانا صدق حدسه قرب النهر/أنت تقولين : / النهر هو ما يعبرنا جميعا/وأنا أقول : / ماذا يفلت من الغابة غير النهر/ الكتابة لغم ينفجر في وجهك / في أي لحظة / بينما الأمل طواحين هواء / تشذب أجنحة الرياح)
قصيدة “يقين يرممني” للشاعر سمير هبوجي: (فإن بليت فقــل لليل كيف مــــضى/ وكيف عـــــــادت لنا الأنوار تشـتعل// وكيف استراح على الأمواج زبـــــد / يا ألفَ كيف.. فباب اليأس ينســــدل)
قصيدة “قطيرة من فم سحابة ظمآنة” للشاعرة هاجر أيت مولاي علي: (هَذا المَسَاء،/الْتَقَطْتُ أًوَّلَ قَطْرَة/مِنْ فَمِ سَحابَة/ظَمْآنة./أَجْلِسُ عِنْدَ عَتَبَةِ الشَّمْسِ،/وَأُدَلِّلُ نَفْسِي مِنْ عَلى كَتِفَيْها.)
قصيدة “ما أضيقَ العيشَ لولاَ…” للشاعر حمزة الخازوم: (لِأَجْلِ لَيْلٍ شَدِيدٍ مَا بِـهِ شُهُـــبُ/أطِلُّ منْكَ شَجِــيًّا أيُّهَا الْحَطَـــبُ //وَأقتَنِي مِنْ حَمَامِ الأَيـــكِ أرْوعَهُ/لكَيْ أدُسَّ بِهِ مَا قَالَهُ القَصَـــــبُ //قَلبِي علَى أملِ الذكْرى يَنامُ ومَـا /بهِ غيرُ شوقٍ للأُلَى اغتَربُــــــــوا )
قصيدة “نمو أزهار وسط الرماد” للشاعر جواد هشومي: (أرى العالم من ثقب صغير في النَّافذة/الحياة كالوردة/والماء، كلّما ابتسمنا لبعضنا البعض، /يسقط من بين شفاهنا.)
قصيدة “عندي أمل” للشاعر محمد محمد علي الكناوي: (أحبّكِ لو قاطعتِ يا ابنة أحمـــــدِ /وجــدّدتِ عهد الوصلِ أم لم تُجَــدِّدي//فما لِـمُحبٍّ صادقِ الحـبِّ تــــوبة/ ومـن ضلَّ في بحر الهـوى ليسَ يهتدي//وما أنا عن هذا الغـــــرام بِتائـبٍ/ ولا راحلٍ حتى أرى الـــروحَ في يدي)
قصيدة “يمام شارد” للشاعرة السورية مرام دريد النسر: (سأفتح للرياح البابَ فادخل/ عليَّ و لا تدع شيئا بذهني/ يدورُ و شرِّد الفوضى برأسي/ لعمركَ لن يرومَ سواكَ غصني..)
قصيدة “خلف الجدار” للشاعرة سارة مرزوقي: (بزاوية من زوايا الوجود/وفي غرفتي الباردة المظلمة/جلست أفكر خلف الجدار/وأغزل خيطا بلون النهار /وأنشد من أغنيات الحقول/أناشيد أوجاعنا الواهمة)
قصيدة “ارتجـال شعري” للشاعر ابراهيم بابوزيد: (قـــــف بــــالطـــلول لكــــي تـــرد جوابـهـــــــــــــا/ مــــــــــــا أنــت أول مــن وقــفــــت بـبـابـــهـــــــــــــــا// كـــــــم مــن محـــــب مستهام لــم يــــــــــــــــــذق/ فـي الوصل إلا الهجر من أحبابـــهــا// وابـــك الــربـــوع فقد خلت من أهلهـــــا/ وغدت قفارا، أوصدت من بابـهـــــــــا// بل دع تفاصيل الخطاب إذا انـتـهــى/ واكـتـــب رســـائـلهـــا بخط خضابهـــــــــــا)
قصيدة “أمل يوقظ الوقت” للشاعر بوبكار وسلام: (سلكت شِعابَ الصابرين كــــــأنمَا/ بجنبَيَّ يعقوب يلقّنني ســــــــمْتَا// على حين يستفتي الذئابَ : أأنت من/ سفكت دما تحيي طهــــارته الميتا ؟// أميز في صمت الشوارع حكمـــــة/ وأبصر في وجه المرايا الأســى موتى).
طنجة الأدبية