من جديد الدورة الثامنة لمهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية باحتفاؤها بمبدع كبير أعطى الشيء الكثير لفنون الفرجة ببلادنا، وذلك من خلال إطلاق اسمه على الجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية التي ارتفع عدد الأفلام القصيرة المتبارية عليها من 10 إلى 11 هذه السنة.
يتعلق الأمر بالفنان الشعبي الشامل والمخضرم أحمد الصعري (1940- 2019) الذي خصصنا له ورقة تعرف بمساره الفني الطويل والمتنوع. ومن لحظاتها القوية تكريم الممثلة جميلة شارق والممثل إسماعيل أبو القناطر، اللذان شرفا فن التشخيص بأدائهما الأكثر من رائع.
من جديد دورة 2022 أيضا إصدار كتاب ثاني بعنوان “السينما العربية الجديدة: تجارب وتيارات” للناقد السينمائي المغربي النشيط عبد الكريم واكريم، إلى جانب الجزء الثالث من السلسلة التوثيقية “وجوه من المغرب السينمائي” لأحمد سيجلماسي. وقد كان مبرمجا توقيعهما سنة 2020، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك.
في فقرة العروض الخاصة بالأفلام المغربية الروائية الطويلة يتابع المهرجان احتفاءه بمبدعيها من خلال عرض ومناقشة فيلمين هما تباعا: “طاكسي بيض” (2019) لمنصف مالزي (في حفل الافتتاح) و”عايدة” (2014) لإدريس المريني (في حفل الإختتام). كما يتابع رهانه على التكوين السينمائي للشباب والمهتمين عبر ورشات “القراءة الفيلمية” (من تأطير الأستاذ يوسف آيت همو) و”كتابة السيناريو” (من تأطير المخرج والسيناريست رشيد زكي) و”الكاميرا الرقمية” (من تأطير الأستاذ طارق شمعاوي) بالمركب الثقافي مولاي رشيد، وعبر لقائين مفتوحين (ماستر كلاس) مع مبدعين كبيرين هما الممثل محمد مفتاح والموسيقي فتاح النكادي، يحاورهما الكاتب والناقد حسن نرايس.
بهذه الفقرات المتنوعة نسعى جاهدين إلى ترجمة شعار “سينما القرب” إلى واقع ملموس عبر تقريب المنتوج السينمائي المغربي من جمهوره المحلي وخلق نقاش مثمر وبناء حوله بمشاركة مبدعين ونقاد وسينفيليين وطلبة ومهتمين وعموم المواطنين وعلى رأسهم ساكنة الأحياء القريبة من المركب الثقافي مولاي رشيد.
ولا يفوتنا في إدارة المهرجان أن نقدم جزيل شكرنا لكل الأشخاص والجهات والمؤسسات التي ساهمت من قريب أو بعيد في إنجاح دورة هذه السنة، ونحن إذ نرحب بجمهور المهرجان الذواق وبضيوفه الأعزاء نتمنى للجميع فرجة ممتعة.
طنجة الأدبية