“بين الأمواج” للمخرج المغربي الهادي أولاد محند الذي عرض يوم أمس الإثنين في آخر حصة من حصص المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل في الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم، فيلم حميمي تحضر فيه لمحات من السيرة الذاتية للمخرج بمدينته الأصل أصيلة الشمالية الشاطئية، وتدور الأحداث في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وليس هنالك إشارات لهذه الحقبة سوى عبر بعض اللمحات كالتقاط القناة الإسبانية الأولى من خلال لاقط هوائي يتم إصلاح توجهه باستمرار لتُلتقط القناة بشكل رديء أغلب الأحيان، وليست هنالك نهائيا إحالات في الفيلم على أحداث سياسية أو اجتماعية جرت خلال هذه الحقبة، فيما كان هنالك سياق لجعلها خلفية كانت ستغني الفيلم أكثر.
نقطة الضعف في الفيلم الطويل الأول للهادي أولاد محند “بين الأمواج” ، من وجهة نظري، هي الإختيار الخطأ لممثلين في أدوار رئيسية لايجيدون الحديث ولا النطق بالدارجة المغربية، كونهم آتين من آفاق أوروبية رغم أصولهم المغاربية، خصوصا الممثل الذي يؤدي شخصة الأب الذي سيصاب بالأزهايمر بالتدريج، إضافة للإبن الأصغر والأم التي تؤدي دورها لبنى أزبال وتحاول ما أمكن أن تُخرج نفسها بأقل الأضرار . الإستثناء الوحيد في هذا السياق هو الممثل المغربي جلال قريوا الذي يؤدي دور الإبن الثاني بسلاسة ويتحرك متصالحا مع جسده في فضاءات الفيلم عكس الممثل الفرنسي سمير كسمي (الأب) الذي يظهر أداؤه متكلفا ونطقه للدارجة صعبا ومتصنعا.
بالفيلم بعض الراكورات في الفضاء والإكسسوارات مزعجة للمشاهد، خصوصا ذلك الذي يعرف جيدا فضاءات أصيلة وطنجة، حيث نشاهد في الفيلم أماكن كما أصبحت عليه بهيئتها الحالية وليس كما كانت عليه في ثمانينيات القرن الماضي، إذ على سبيل المثال نتابع في مشهد تأتي فيه الأسرة لعرض الأب على طبيب مختص بطنجة، ومن خلال سيارة الأجرة نشاهد بوضوح شاطئ طنجة وبعض شوارعها كما هي عليه الآن إضافة لسيارات حديثة بلوحات ترقيم حالية.
عبد الكريم واكريم-طنجة