إلى محمد مفتكر…كسؤال سينمائي وأفق جمالي…
تنعقد الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم في سيرورة خاصة وضمن شروط أملتها ظروف خاصة مما يجعل منها وقبل أن تنعقد دورة استثنائية بكل المقاييس. مما يجعل منها أيضا موضوع تساؤلات متعددة ومتنوعة مما يطرح امامها عدة رهانات
وسيكون الرهان التنظيمي هو التحدي الأول، حاضرا بقوة وبمشروعية مزدوجة:
– لكون الدورة تنعقد بعد توقف اضطراري مما جعل المنظمين يقترحون تخريجة تنظيمية فريدة في تاريخ المهرجان وهي عبارة عن ثلاثة مهرجانات في واحد. استجابة لحاجة موضوعية ونزولا عند رغبة مجموعة من “المؤثرين”…
– هذا الجانب الاستثنائي لن يلغي اعمال التفكير في المستقبل التنظيمي للمهرجان الذي يخلد هذه السنة الذكرى 40 لتأسيسه (الرباط أكتوبر 1982)…تفكير ليس فقط في افق العودة الى دورات تنظيمية عادية بل من اجل انضاج سؤال استراتيجي حول ما يمكن احداثه من تغييرات في بنية المهرجان وشكله لينسجم مع الأوضاع الجديدة للسينما التي لم تعد كما كانت عند ميلاد المهرجان …مهرجان جديد شكلا ومضمونا مطابق لواقع الرقمنة وجمهور الشبكات الاجتماعية (انهيار دور القاعات السينمائية في دورة العجلة السينمائية)…
وفي نفس الوقت نقول بان الرهان التنظيمي لا يجب ان يغيب الرهانات الأخرى وفي جوهرها الرهان الجمالي والفني الذي يعطي للمهرجان مشروعية وجوده، أي بطرح السؤال حول الحصيلة الجمالية لكل هذا. خاصة وأننا أمام متن فيلمي هائل (على مستوى جميع الاجناس) يدعو الى استحضار الوعي النقدي وتفعيل القراءة المستقلة فكريا حول سؤال الكينونة الجمالية للسينما المغربية.
ويمكن بهذا الصدد اقتراح شبكة للقراءة من زاوية مثلا الفيلم وتمثل السيناريو. ويبدو لي بانه من الممكن قراءة/ ترتيب أفلام هذه الدورة على ثلاث مستويات:
– أفلام هاجسها “تنفيذ” السيناريو والسعي الحثيث الى أجرأته في صور وكلام (خاصة الكلام) ويتجلى ذلك خاصة في بناء الشخصيات التي تظل حبيسة الدور المسطر سلفا بدون أن تخضع لتطور درامي يجعلها تتحول امامنا…
– أفلام ضالة تبحث عن سيناريو مفقود …. انطلقت من فكرته الأولى ثم ضاعت في متاهات ضعفه وشلله الدرامي
– أفلام متمردة على السيناريو الذي كان وراء ميلادها واكتفت بأن جعلت منه نقطة انطلاق فتحررت منه لتبني عالمها السينمائي الخاص معتمدة على أدوات اللغة السينمائية ورد الاعتبار الى اللقطة المنعتقة من ضغط الحوار ومن مؤثرات مصطنعة …
وأنا أقترح هذه الشبكة تحضر في ذهني نماذج لهذه الفئة أو تلك أترك تأكيدها لعروض المهرجان.
محمد بكريم