اختارت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، الجامعة الأمريكية بالقاهرة (مصر) لنيل جائزة اليونسكو/جيكجي لذاكرة العالم للعام 2022 تقديراً للملف الذي قدّمته عن “المكتبات وتقنيات التعلم، ومكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة”، وذلك استناداً إلى التوصيات التي رفعتها لجنة دولية من الخبراء المختصين.
وقالت المديرة العامة لليونسكو في هذا الصدد: “تمثّل مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة دليلاً قوياً على دور التراث الوثائقي الذي يحظى بصون جيّد والمتاح كنبع لا ينضب لفهم التاريخ والثقافة في مختلف المناطق. أهنئ الجامعة الأمريكية بالقاهرة على الفوز بهذه الجائزة”.
وأقرّت لجنة التحكيم الدولية من الخبراء في معرض توصيتها بالطابع الفريد لخبرة الفائز بالجائزة والجهود الاستثنائية التي يبذلها في سبيل الحفاظ على التراث الوثائقي المصري ذي الأهمية العالمية وتيسير الانتفاع به. وستُقدّم الجائزة إلى المكتبة إبّان حفل سيقام في مدينة تشونغجو بجمهورية كوريا بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لاعتماد برنامج ذاكرة العالم لليونسكو.
مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة
تأسست الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة في عام 1919، وانخرطت انخراطاً نشطاً وفعالاً في الخمسينيّات من القرن الماضي في الجهود الرامية إلى صون التراث الثقافي، وذلك تزامناً مع حصولها على مجموعة السيد كيبيل ارشيبالد كاميرون كريزويل، وهو أحد الروّاد الذين سطع نجمهم في مجال دراسة الفن والعمارة الإسلاميّة. وعكفت الجامعة الأمريكيّة منذ ذلك الحين على جمع وحفظ الكتب النادرة والرسومات وغيرها من أشكال التراث الوثائقي، ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، الوثائق والمستندات والخطط والأعمال الفنية للمعماري المصري المرموق، حسن فتحي، وإرث المصور الفوتوغرافي “فان ليو”، والوثائق ذات الصلة بتاريخ المرأة المصرية والمجتمع.
تحتوي مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مختبر صيانة ومركز رقمنة يساهمان في عملها الهام لصون التراث المصري الوثائقي وإتاحة انتفاع العلماء والطلاب والجمهور به. وأضحت الجامعة، من خلال دعمها للبحوث وتعاونها مع غيرها من المؤسسات في مصر وفي بلدان أخرى، محوراً لا غنى عنه للبحوث في البلدان العربية والأفريقية.
وتعهّدت السيدة هبة السيد، رئيسة جهاز التخطيط الاستراتيجي وتقييم وتنمية الأعمال لدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في حديث لها عن دور المكتبات الجامعية ومؤسسات التعلّم في صون التراث الوثائقي ومشاركته، قائلة: “ستواصل المكتبات وتقنيات التعلم ومكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة لدى الجامعة الأمريكية في القاهرة العمل جاهدة لرصد سجلات وقصص الأشخاص الذين ساهموا في إحداث تغيير في العالم، والذين يحظون في أغلب الأحيان بتمثيل ضعيف في السجلات التاريخية الرئيسية، والحفاظ على هذه السجلات وصونها.”
جائزة اليونسكو/جيكجي لذاكرة العالم
تأسست جائزة اليونسكو/جيكجي لذاكرة العالم للاحتفال بإدراج الكتاب المعنون Buljo jikji simche yojeol في سجل ذاكرة العالم، وهو كتاب كوري وأقدم دليل موجود على الطباعة باستخدام حروف طباعة معدنيّة قابلة للتحريك. يُخصّص مبلغ قدره 30 ألف دولار أمريكي للجائزة، وذلك بتمويل من جمهورية كوريا من خلال مدينة تشونغجو، ويتمثل الهدف من هذه الجائزة في تكريم الجهود المبذولة للمساهمة في صون التراث الوثائقي وتيسير الانتفاع به باعتباره تراثاً مشتركاً للبشريّة.
طنجة الأدبية