عن عمر ناهز 77 سنة، توفي صباح يوم الخميس 18 غشت 2022 بالرباط، ودفن بمقبرة الشهداء بعد صلاة ظهر نفس اليوم، الممثل والسيناريست المغربي العصامي الحسين الحايل (1945- 2022)، وذلك بعد معاناة مع المرض اللعين لم ينفع معها علاج.
المرحوم من مواليد سنة 1945 بقبيلة أولاد سعيد بناحية سطات، انتقلت أسرته إلى مدينة الرباط وعمره 3 سنوات، وبها تابع دراسته الابتدائية والثانوية. استأنس منذ مرحلة الثانوي بالمسرح من خلال حصص أسبوعية كانت تخصصها المؤسسة التعليمية التي درس بها لتقريب التلاميذ المهتمين من عوالم أب الفنون، كما انفتح أيضا على دار الشباب بحي يعقوب المنصور إلى جانب محمد رزين والراحل محمد رشدي وغيرهما من الممثلين والمخرجين المسرحيين الشباب آنذاك.
إلى جانب مشاهدته للأفلام السينمائية وتتبعه لبعض الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، مارس الحسين الحايل التشخيص في بداية مشواره الفني كهاوي، منذ ستينيات القرن الماضي، كما مارس فيما بعد الإخراج المسرحي والتأليف الدرامي للمسرح والإذاعة والتلفزيون. أما أول اشتغال له كسيناريست في السينما فكان في الفيلم الروائي الطويل “وبعد…” (2002) رفقة مخرجه الراحل محمد إسماعيل.
من أشهر الأعمال التلفزيونية التي ألف أو شارك في كتابة نصوصها الدرامية نذكر على سبيل المثال السلسلة التوعوية “مداولة”، التي ساهم في كتابة سيناريوهات وحوارات حلقاتها على امتداد 19 سنة بما يقارب 200 حلقة مدة كل منها 52 دقيقة. هذا بالإضافة إلى كتابته لقصص وحوارات وسيناريوهات مجموعة من الأفلام من بينها الفيلمان السينمائيان القصيران “النصف الآخر” لحكيم البيضاوي و”ورق” (2019) لعبد الكبير الركاكنة، والأفلام التلفزيونية “الحب القاتل” لحميد الزوغي و”خيوط العنكبوت” (2014) للراحل شكيب بنعمر و”مهمة خاصة” للراحل محمد لطفي، والفيلم التحسيسي حول مرض السيدا “الوقاية أساس” (2003) من إخراج محمد عاطفي، والمسلسل الأمازيغي “الضاية” (2017) إلى جانب محمد بلال…
ومن أعماله الإذاعية نشير إلى مسلسلات “السوايع بدالة” (2008) لحميد زيان وحياة” (2009) و”وليداتنا” وهما من إخراج الهاشمي بنعمر… هذا زيادة على تأليفه وإخراجه لمسرحية “مدرسة المشاغبات” في صيغتين الأولى سنة 2003 والثانية سنة 2017.
ساهم الراحل الحسين الحايل أيضا في تأسيس جمعية اتحاد مؤلفي الدراما بالمغرب سنة 2005 وترأسها لسنوات قبل توقفها عن العمل. كما طبع كتابا سنة 2013 بعنوان “في كتابة السيناريو السينمائي”، كان لي شرف كتابة تقديم له، وهو عبارة عن عصارة لتجربته الطويلة نسبيا في كتابة السيناريو حاول تقريبها إلى الشباب، بالموازاة مع تأطيره لبعض الورشات التكوينية هنا وهناك حول تقنيات كتابة السيناريو.
حظي الفنان الحايل قيد حياته ببعض التكريمات من بينها تكريمه في دجنبر 2021 بمهرجان سينما الواحة بطاطا إلى جانب الممثلة السعدية أزكون والمخرج يوسف بريطل ومدير الكاستينغ محمد الرداني.
ومن الصدف العجيبة أنه كتب منذ شهور قليلة، قبل إصابته بالمرض اللعين ووفاته، التدوينة التالية على صفحته الفايسبوكية:
راح العمر وما ظل عندي غير الفراق.
وغذا لن يظل سوى الأنين والعناق.
ورقة ستقتلع ذات مساء أو صباح.
لتحال إلى هباء فتدروها الرياح.
رحم الله الأستاذ الحسين الحايل وألهم ذويه وأصدقاءه الصبر الجميل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد سيجلماسي