كان من المبرمج أن ينظم في الشهر الجاري مهرجان السعيدية السينمائي، في نسخته السابعة من 17 إلى 21 غشت، وبعده مهرجان سينما الشاطىء بالهرهورة، في نسخته الخامسة من 22 إلى 27 غشت، إلا أن الإكراهات المالية واللوجيستيكية حالت دون ذلك. ففي بلاغ لإدارة المهرجان الأول جاء ما يلي: “قررت اللجنة التنظيمية لمهرجان السعيدية السينمائي “سينما بلا حدود” تأجيل الدورة السابعة إلى وقت لاحق بسبب ظروف تنظيمية لوجيستسكية وانعدام الدعم الكافي لضمان نجاحها، وذلك بعد إعداد وإتمام كل فقرات الدورة من برمجة أفلام قوية جديدة وتكريمات وازنة لممثلين وممثلات و ورشات وندوات وحوارات مفتوحة مع مخرجين وكتاب سيناريو و نقاد و توقيع إصدارات.. وبناء على كل هذه الحيثيات والمعطيات ترى إدارة المهرجان أنه من الأفضل تأجيلها إلى حين توفر إمكانيات موضوعية وعقلانية تليق بالسينما وبصناعها ومحترفيها وعشاقها.. وتقدم إدارة المهرجان إعتذارها لكل من تواصل وتعاون معها ولكل المهتمين بالشأن السينمائي محليا وجهويا ووطنيا ودوليا وتحييهم على مساندتهم ودعمهم المعنوي”.
أما إدارة المهرجان الثاني فقد عزت أيضا قرار التأجيل إلى غياب الإمكانيات المالية واللوجيستيكية الكافية التي تمكن من الإعداد الجيد والناجح للمهرجان.
يبدو أنه من بين أسباب هذا المسلسل التأجيلي، الذي انطلق في غشت الجاري وستتلوه لا محالة تأجيلات أخرى، إجحاف لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية في تعاطيها مع المهرجانات المتوسطة والصغرى، حيث خصصت لأغلبية المهرجانات المصنفة في فئة (ج) و لكل المهرجانات غير المصنفة مبالغ مالية لا ترقى إلى طموحاتها وما سطرته من برامج متنوعة.
وهنا نتساءل: هل هناك نية مبيتة لقتل المهرجانات المتوسطة والصغرى والإبقاء فقط على المهرجانات الكبرى، بمعدل مهرجان كبير في كل جهة من جهات المملكة، حسب رؤية وزير الثقافة الحالي ومن يدور في فلكه؟
الواقع أن بعض المدن الكبرى كالرباط ومراكش وتطوان وطنجة تشكو من التخمة على مستوى الفرجة السينمائية وغيرها، لأنها تتوفر على شاشات ميغاراما وغيرها، في حين تفتقر جل المدن المغربية الأخرى إلى أبسط الفضاءات لمشاهدة الأفلام. ومن هنا تشكل المهرجانات الصغرى والمتوسطة متنفسا للساكنة لمشاهدة أفلام مغربية وأجنبية في شروط مقبولة نسبيا مع فوارق من جهة لأخرى. فمتى تتحقق العدالة المجالية على مستوى الفرجة السينمائية؟ ولماذا ستظل مدننا الكثيرة، وخصوصا البعيدة عن المركز، محرومة سينمائيا وفنيا وثقافيا؟
أحمد سيجلماسي