وألقت الشاعرة نجاة المالكي شذرات من تجربتها الشعرية الجديدة، ومنها: “أطل من دمي غزال/ كان يحرس غابة من شوق/ سألته عن ركض المحبين/ في صحراء السر والمعنى. قال: كل صعود وصل وفراق. وما جنوا إلا رعشة الطين/ في واحات الفصول/ وينابيع الحيرة”. ومنها أيضا: “في كف جندي/ نبتت زهره. قالوا البلاد/ تحمل ثورة”.
ومن قصيدته “غريبا كأي غريب”، ننصت للشاعر عمر بنلحسن، وهو يختتم هذه الأمسية: “الشوق إلى البحر دروب كثيرة/ تترجمها الندوب/ وأفول الأقمار مرايا/ للذين لم يروا وجههم!/ شوقُ الغريبِ بلادُهُ كلما شردته المدن/ والذي أحب المنافي لم يَخُنْ”.
وأحيى الفنان التهامي الحراق الحفل الشعري، حين أدى مواويل وقصائد من ديوانه جده الشاعر الشهير المغربي محمد الحراق، صاحب التائية الشهيرة: “أتطلب ليلى وهي فيك تجلت/ وتحسبها غيرا وغيرك ليست”. ومن شعره أيضا: “لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ/ وَاشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ. فَعَسى يُعينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوى/ في حَمْلِهِ فالعَاشِقُون رِفَاقُ. لا تَجْزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوّلَ مُغْرَمٍ/ فَتَكَتْ بِهِ الوَجْنَاتُ وَالأَحْدَاقُ. وَاصْبِرْ عَلى هَجْرِ الحَبِيبِ فَرُبَّما/ عَادَ الوِصَالُ ولِلْهَوى أَخْلاقُ”. ثم قصيدته الأخرى: “أَماطَت عَن مَحاسِنِها الخِمارا/ فَغادَرَتِ العُقولَ بِها حيارى. وَبَثَّت في صَميمِ القَلبِ شَوقاً/ تَوَقَّدَ مِنهُ كُلُّ الجِسمِ نارا. وَأَلقَت فيهِ سِرّاً ثُمَّ قالَت/ أَرى الإِفشاءَ مِنك اليَومَ عارا. وَهَل يَسطيعُ كَتمَ السِّرِ صَبٌّ/ إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ إليهِ طَارا. بِهِ لَعب الهَوى شَيئاً فَشَيئا/ فَلَم يَشعُر وَقَد خَلَعَ العذارا…
وتأتي هذه الأمسية تتويجا لموسم شعري زاخر في ضيافة دار الشعر بتطوان، بمشاركة شعراء من مختلف الأجيال والأشكال الشعرية، فضلا عن شعراء يمثلون أزيد من عشرين دولة، قادمين من مختلف القارات الشعرية للمشاركة إلى جانب الشعراء المغاربة في فعاليات دار الشعر بتطوان. بينما تأتي الورشات والمحترفات الموجهة إلى الأطفال والشباب من أجل استئمان الأجيال المقبلة على رسالة الشعر.
طنجة الأدبية