شكلت مشاركة الفنانة التشكيلية زينب النعيري بالإقامة الفنية التي تم تنظيمها مؤخرا بالخزانة الوسائطية بخريبكة، بدعم من جمعية “اكت فور كومينوني” التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، احدى المشاركات الابداعية الرفيعة التي طبعت الريشة النسائية الخريبكية في تطلعها الى نجوم الحلم في سماء اللوحات.
وقدمت الفنانة النعيري، التي تحضى برصيد تشكيلي مميز، له ما يطبعه من افكار خلاقة، ومواضيع مهمة، وحركات ريشة لطيفة، احدى ازهى الاعمال الرائعة، التي زاوجت فيها بين الهوية الروحية، واللمسة السريالية، وهو ما جعل لوحة الرحمان الرحيم، نسقا صوفيا شريفا، تتعانق فيه القيم الجمالية بلمسة سحرية لها فيض من مناسك روحانية رباينة.. والله اكبر الله اكبر.
وعودة الى اللوحات التي عرضت في المعرض الجماعي، يمكن التأكيد على ان ابداع زينب النعيري، كان الأبهى بين مختلف لوحات شباب وشابات إقليم خريبكة، الذين ابانوا عن حس فني كبير، يستحق الكثير من الدعم والتشجيع ليبقى مزهرا متفتحا على طول.
وبهذا تؤكد للفنانة التشكيلية زينب النعيري، بأنها واحدة من فنانات المستقبل قادرة على خلخلة ذاكرة المتلقي، من خلال أعمالها التي تحاكي الحلم وتحقيق نوع من السعادة والفرح والرضى الفني والشاعري، دون الحاجة الى سعادة الآخرين.
ان التأمل للوحة التي عرضتها الفنانة زينب، يدرك مدى الانتعاشة الفنية والاحلام التي ترفرف على ريش التمني، انها خليط من فوح الزعفران وأريج السفانا في طبيعة تمتد بلونها الأسر حد البصر…إنها اشبه بخيال على الطريق يمشي على درب المستقبل، ويتطلع الى تحقيق مزيد من الأحلام والأماني بعيون تفيض الوانا زاهية مبهرة.
هكذا يمكن اعتبار تجربة زينب النعيري اجنحة سريالية ترفرف بين ظلال رفوف الخزانات، بكل الطقوس الأدبية والفنية، وبأدبيات الحكاية اللونية التي تسافر في ارخبيل الفن الجميل بشرف.
حكاية الالوان لدى النعيري قصص فلسفية وشاعرية تروى لهواة اللون في اول الاشراقات، انها تقاسيم قصيدة شعرية تتجاوز حدود المألوف، وتمنح للملتقي علامات التفرد، وترسم عناوين التميز هنا وهناك بزهو الحالمين والعشاق والمسافرين الى اللانهائي.
ان تجربة زينب النعيري من خلال هذا المعرض، ابرزت انها فنانة محترفة، وبتواضع المبدعين تبتسم في هدوء، لترسم مزيدا من التوهج على محيا الابداع الذي يسكنها دون ملل ولا كلل..
تلك اذن بعض من اشراقات هذه الفنانة، التي بصمت مسيرتها بالتميز من خلال عدة معارض فردية وجماعة، وهو ما يجعلها احدى الأيقونات التشكيلية البارزة في اقليم خريبكة، فحين ترسم تبتسم اللوحة في حضرة الحلم، وحينما تحلم بلون التجريد في حضرة الإبداع تصير لوحاتها الوانا تفيض برقة الأنوثة وسحر الفنون وشاعرية الصبوات، وبراءة ملامح طيور تحلق في سماء التوهج، وهو ما يعطي للمتلقي افاقا رحبة للاستمتاع والتأمل والانتعاش.
طنجة الأدبية