نظمت مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي بشراكة ودعم من المديرية الاقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بأسفي وجمعية حوض أسفي، لقاء احتفائيا بالإصدار الروائي الجديد للكاتب محمد خراز “عائد الى بياضه” والصادر هذه السنة عن دار فضاءات الأردنية. وشارك في اللقاء الاحتفائي، والذي نظم الجمعة 17 يونيو 2022 بفضاء دار السلطان، ثلة من النقاد والباحثين، قاربوا معالم هذه الروائية التي تحفر في المكان والتاريخ. وشارك في هذا اللقاء النقاد: حسن بحراوي، محمد الداهي، يوسف الراضي العلوي، ولكبير داديسي، فيما أشرف الأستاذ عبدالحق ميفراني على تأطير فقراته.
فيما احتضنت المكتبة الوسائطية بالجديدة، السبت 18 يونيو 2022 حفل توقيع الإصدار الجديد للكاتب محمد خراز “عائد الى بياضه”، هذا اللقاء الذي ظمته المديرية الاقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة بالجديدة، واندرج ضمن برنامجها الثقافي والفني الذي عرف مشاركة النقاد والأساتذة: محمود عبدالغني، عبدالكريم جويطي، عبدالحق ميفراني، مليكة فهيم، ويوسف الراضي العلوي.
وترسم رواية “عائد الى بياضه” سيرة عوالم تاريخ الخاص والعام، حيث يصبح المكان (بياضة/ مدينة أسفي) صورة مصغرة للمغرب بين مرحلة (50 الى 80 من القرن الماضي). رواية “عائد الى بياضه”، لا ترتبط بأحداث التاريخ وتستلهم تفاصيله، بقدر ما تغور من خلال تقنيات الاسترجاع والاستيباق السفر بين عالمين (كاركاسون وأسفي/ فرنسا والمغرب). عالم الشخصيات بمفارقاتها الباذخة، عالم “الرايس صالح” و”عالم سي بوجمعة “الأعور”. ومن خلالها تتفرع عوالم أخرى، لشخصيات يربطها المكان، المصغر “حي بياضة”، ويجمعها المكان العام مدينة “أسفي”، من خلال حقبتين متناقضتين.
يقول السارد “نحن لا نملك إلا قراءات أو تأويلات للماضي، والبشر بطبعه ميال إلى التعلق بكثير من الشغف الذاتي بالماضي، بما لم يعد في متناوله بعد فقدانه للأبد، وكثير من الناس يجلب قدرة هائلة على تحمل اليومي والطاقة الضرورية للاستمرار في العيش من خلال نسج تصورات وخيالات عن الماضي، فتصبح الحسرة على الماضي أسلوبا ووسيلة للعيش وحيلة للتخفيف من حدة قسوة الراهن..”.
الكاتب محمد خراز، والذي عاش مسارا إداريا في وزارة الثقافة المغربية، كان قريبا من الكتاب ومجالات الأدب، أسعفه تخصصه في مجال السوسيولوجيا واهتمامه بالثقافة الشعبية، أن يغطي ب”ملح زائد” نصه الروائي “عائد الى بياضه” حي بياضة. يبقى لسلطة المكان، حي بياضة، “سطوة رمزية خاصة” على المتخيل الروائي، ومن خلاله على رمزية المكان ككل. لقد أمست إيديت بياف وأم كلثوم وفاطنة بنت الحسين، والعمارة والفسيفساء وهندسة البيوت والآثار والأكل والطبخ المغربي وحياة البحارة وثقافة البحر والأسماك والعيطة والملحون والطرب..، مزيج من المعارف أسبغت على النص الروائي متعة الحكي، ومتعة أفق القراءة.
طنجة الأدبية