قبل عرضه في القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من يوم 22 يونيو الجاري، تنظم شركة الواحة للإنتاج السمعي البصري لمديرها رشيد الحجوي العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي الجديد “دوار العفاريت” (2022) من إخراج بوشعيب المسعودي، وذلك يوم الإثنين 20 يونيو 2022 ابتداء من السابعة والنصف مساء بالمركب السينمائي “ميغاراما” بالدار البيضاء. وقد أجرينا بهذه المناسبة الحوار التالي مع مخرج الفيلم:
سؤال 1: كيف جاءت فكرة إنجاز هذا الفيلم الجديد: دوار العفاريت؟
جواب: كما تعلم أنا من عشاق الفيلم الوثائقي، أخرجت وأنتجت الفيلم القصير الوثائقي “أسير الألم”، الذي حصل على جائزة أحسن موضوع بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بطنجة سنة 2014 وجائزة أحسن فيلم وثائقي عالمي بالمهرجان الدولي للفيلم بدلهي سنة 2015، كما أخرجت وأنتجت الفيلم الوثائقي الطويل “أمغار”، الذي حصل على جائزة أحسن فيلم بلغة أجنبية بالمهرجان الدولي للسينمائيين بلندن سنة 2021 وبتنويه خاص بالدورة 25 لمهرجان الشاشات السوداء بياوندي عاصمة الكاميرون في نفس السنة. بعد هذين الفيلمين أحببت رفقة صديقي رشيد الحجوي، مدير شركة الواحة للإنتاج السمعي البصري، خوض تجربة الفيلم الروائي الطويل. وهكذا جاءت تجربة فيلم “دوار العفاريت”، الذي كتب له السيناريو سفيان دخيسي، حيث حققت من خلالها حلما كبيرا، راودني منذ مدة ليست بالقصيرة. وقد شكل إنجازه بالنسبة لي مناسبة لتطبيق رؤية إخراجية خالجتني منذ أن بدأت أهتم بالسينما.
سؤال 2: وقع اختيارك على الممثل القدير عز العرب الكغاط لتشخيص دور بلقاسم، وهو دور بطولي في الفيلم، ما هي دواعي هذا الاختيار؟
جواب: حظي اختيار الممثلين والممثلات في فيلم “دوار العفاريت” بعناية فائقة تحت إشراف فريق متخصص في الكاستينغ، وسترون نتيجة ذلك أثناء مشاهدة الفيلم. فيما يتعلق بالدور الذي شخصه الممثل المقتدر عز العرب الكغاط فهو جديد بالنسبة إليه لأننا تعودنا على مشاهدته سابقا في أدوار شخصيات صارمة وقوية وسلطوية… بعد قراءته لسيناريو “دوار العفاريت” أعجب الكغاط بشخصية بلقاسم البسيطة والقنوعة والقوية داخليا… وقد تحقق بينه وبين باقي الممثلين انسجام وتكامل تامين.
سؤال 3: لاحظت على مستوى الكاستينغ أنك جمعت بين ممثلين من مختلف الأجيال، بعضهم أبانوا عن تميزهم في أعمال سينمائية وتلفزيونية سابقة، وبعضهم الآخر لم تتح لهم بعد فرص كافية لإظهار قدراتهم التشخيصية الهائلة، لماذا هذا التنويع؟
جواب: تكميلا لما أجبت عنه سابقا، أضيف بأن حنكة الممثلين المتميزين في أعمال سينمائية وتلفزية سابقة تسهل مأمورية المخرج والمصور ولاقط الصوت. زد على ذلك أن توظيف ممثلين آخرين، سواء كانوا محليين في أول وقوف لهم أمام الكاميرا أو محترفين لهم تجربة ما في التشخيص، فيه تنويع واكتشاف لطاقات جديدة، ومن شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على الفيلم عموما.
سؤال 4: ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك أثناء الاشتغال على هذا الفيلم، علما بأنه إنتاج ذاتي لم يستفد بعد من الدعم العمومي قبل الإنتاج؟
جواب: حمدا لله لم تكن هناك مشاكل أو صعوبات مع الممثلين، لقد حصل انسجام تام بيني وبينهم عبر التحاور وتبادل الآراء والأفكار. وباستثناء مشاكل بسيطة وعادية مع بعض التقنيين وأخرى لها علاقة بالظروف الطبيعية ومنها الحالة الجوية، مرت عملية التصوير في شروط جد مناسبة فنيا وتقنيا وإنسانيا.
فيلم “دوار العفاريت” إنتاج ذاتي، وظفت في إنجازه آليات وتقنيات جديدة في التصوير والإضاءة والتقاط الصوت واختيار الملابس والديكورات والأكسيسوارات… كما وفرت للعاملين فيه أثناء تصويره كل وسائل الراحة في الإقامة والتغذية والنقل وغير ذلك، نتمنى أن يحظى بدعم ما بعد الإنتاج، تشجيعا للمستثمرين الخواص في صناعة الأفلام.
سؤال 5: الكثير من الأفلام المغربية الجديدة، المعروضة حاليا في القاعات، يطغى عليها الطابع الكوميدي، ما هو السر في اشتغالك على سيناريو لا يخلو من هذه المسحة الكوميدية؟
جواب: مما لاشك فيه أن الكوميديا والضحك ضروريان للحياة البشرية، والمشاهد الترفيهية المتقنة الصنع تؤثر بشكل إيجابي على النفس البشرية، خصوصا في الظروف العصيبة التي تعيشها البشرية حاليا. زد على ذلك أن الكوميديا في السينما ليست عملية سهلة، ولعل أصعب المشاهد هي الكوميدية بالذات.
فيلم “دوار العفاريت” يتكون من مشاهد درامية ممزوجة بلقطات كوميدية من الواقع المعاش، صُورت بعفوية في بعض الأحيان ولا تخلو من مسحة وثائقية… إنه عبارة عن مجموعة من القصص الواقعية التي تعكس مواقف ولحظات يمكن لأي شخص منا أن يعيشها في لحظة من لحظات حياته اليومية…
أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي