أهم العروض السينمائية لمهرجان الفيلم الأفريقي بطريفة
سيكون الرهان الأكبر في هذه الطبعة بين الحبر والشاشة، وهو قسم موازٍ يتعمق في العلاقة بين الأدب والسينما، من خلال ستة عشر عنوانا تم إنتاجها من الستينيات وحتى يومنا هذا تجول في بلدان مثل السنغال وموزمبيق وجنوب إفريقيا، موريتانيا، بوركينا فاسو، الجزائر، أنغولا، المغرب وكوبيون من أصول أفريقية. من بين المخرجين الموجودين في هذا القسم، يبرز بعض المخرجين التاريخيين، مثل عثمان سمبين (السنغال)، ميد هوندو (موريتانيا) أو جبريل ديوب مامبيتي (السنغال)؛ وغيرهم من المعاصرين مثل داني كوياتي (بوركينا فاسو) أو ماريانو بارتولوميو (أنغولا)، من بين آخرين. فيما يتعلق بالمؤلفين الأدبيين، نجد كلاسيكيات مثل نجيب محفوظ (مصر)، وهو شخصية رمزية في الرواية العربية الجديدة، عبد الله ماماني (نيجيريا)، موسى دياجانا (موريتانيا)، آسيا جبار (الجزائر)، وهو الاسم الأدبي المستعار لفاطمة الزهراء، مالك علولة (الجزائر) أو ميا كووتو (موزمبيق)، أحد المؤلفين الأكثر شهرة اليوم
ويخصص المهرجان معرضاً استعادياً كبيراً للمخرجة المصرية عطيات الأبنودي (1939-2018) التي تُعتبر “أم الفيلم الوثائقي المصري” وإحدى المخرجات الرائدات في العالم العربي. الملقبة بـ “صانعة الأفلام للفقراء”، ورغم هامش الحريات الضيق آنذاك، قررت المخرجة حينها تصوير الناس في حياتهم اليومية الشاقة والعمل الخطر، وهو ما اعتبر وقتذاك فضيحة في وقت كانت السلطات تنظر فيه إلى السينما كسلاح دعائي
الأقسام الرسمية للمهرجان: 20 فيلما من 18 دولة افريقية
أعطت المشاركة الأفريقية في المهرجانات الدولية الكبرى حصادًا سينمائيا كبيرا للقارة. يقترح قسم الأفلام الروائية الرسمية للمهرجان، المسمى “هيبيرميترومبيا”، أفلاما من رواندا، وتونس، ومصر، وهايتي، ومالي، وبنين، ولاريونيون، وإثيوبيا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ولأول مرة، فيلم من ساو تومي
إن أفلام مسابقة “هيبيرميترويسا” العشرة هي من بين أكثر الأفلام جرأة ووهي مشبعة بالشعر البصري الرائع. معظمها من أعمال المخرجين الشباب، الأفلام التي تتحاور مع بعضها البعض حول قضايا المنفى، من حلم مكان مثالي (فايا داي، لجيسيكا بشير، إثيوبيا) إلى الاقتلاع، عنف البلد المضيف (ليف لا تيت دان فينوار، بقلم إيريكا إتانغسالي، لا ريونيون). قضية أخرى هي النضال من أجل الكرامة (كساراسي كساني، من الماليين بوبا توري ورفائيل جريسي).
الأفلام التي تقترح تمثيل المرأة بعيدا عن الصور النمطية (بلاك ميدوسا، لإسماعيل ويوسف الشابي، تونس)، عن تحررها وتمكينها (الريش، لعمر الزهيري، مصر)، و(فريدا، لجيسيكا جينوس، فيلم من دولتي هاييتي وبنين)، ولكن أيضا التأكيد على التحرير الضروري للرجال من قيودهم العقلية (قصة حب ورغبة، للتونسية ليلى بوزيد).
الأفلام التي تعود إلى الكوارث والحلقات المنسية من التاريخ (الفيلم الوثائقي كونستيلاكوس دو إكوادور، لسيلاس تايني، أول فيلم ساو تومي وبرينسيبي في المهرجان)؛ صورة لاهتمامات وتطلعات الشباب (نحن الطلاب!، من قبل رفيقي فاريالا، من جمهورية أفريقيا الوسطى)؛ أو نشر نظرة إفريقية-مستقبلية، مناهضة للاستعمار، معادية للرأسمالية ومؤيد لكفاح القارة (نبتون فروست، للروانديين شاول ويليامز وأنيسيا أوزيمان).
وضمن قسم “إفريقيا باختصار”، وهو قسم المسابقة المخصص للأفلام القصيرة حاضنة للمواهب في القارة الأفريقية، مع أفلام تتناول العنف الاستعماري (استمع إلى إيقاع صورنا، لأودري وماكسيم جان بابتيست، غيانا الفرنسية)، التمثيل الاستعماري (كابيتا، بقلم بيتنا نداليكو، جمهورية الكونغو الديمقراطية)، ومقاومة السيطرة الاستعمارية (مدرسة مانغروف، بقلم فيليبا سيزار وسونيا فاز بورجيس، غينيا بيساو، البرتغال)
وبالمثل، تتطرق أفلام أخرى إلى عنف الحرب (سأغير المطبخ، للمخرج أونجاكي، أنغولا)، والعنف بين الجنسين (إيموهيرا، لميريام أويراغي، رواندا) و(ميكروباص، لماجي كمال، مصر)؛ العنف العاطفي للمحرومين الطفولة (أستل، للمخرج راماتا – تولاي، السنغال) وعنف النفي والقتل (إيغونغون، لأوليف نوسو، نيجيريا). الكوميديا أيضا حاضرة هي الأخرى من خلال الميتاسينيما في العرض الأول الدولي (يوم غريب لرجل الظل، لهاري جويل، جويانا الفرنسية) أو الواقعية السحرية (الشعر الثمين والجمال، لجون أوغونموويوا).
بالإضافة إلى ذلك، خارج المسابقة الرسمية يوجد قسم “الجذر الثالث”، وهو قسم مخصص للمنحدرين من أصل أفريقي. في النسخة التاسعة عشرة من المهرجان، ستسود صناعة السينما في جمهورية الدومينيكان، حيث يتواجد التراث الثقافي لأفريقيا في جميع مجالات حياة هذا الشعب
فيلم الافتتاح والختام للطبعة التاسعة عشر
الفيلم الافتتاحي لهذه النسخة من المهرجان الفيلم الوثائقي المشي على الماء (عيسى مايغا، 2021)، وهو إنتاج مشترك بين النيجر وفرنسا تم تصويره في قرية تاتيست، في النيجر، ويتطرق الفيلم لحياة فتى يبلغ من العمر 14 عاما- مراهق بلغ قبل أوانه وأطفال آخرون يسافرون أميالا لجلب المياه التي تحتاجها القرية للبقاء على قيد الحياة. سيعرض يوم الجمعة 3 يونيو بعد حفل توزيع جوائز النسخة التاسعة عشر من للمهرجان، الفيلم الختامي زوجة حفار القبور (خضر أيديروس أحمد، 2021)، وهو فيلم صومالي عُرض في أسبوع نقاد مهرجان كان. صورة رقيقة لزوجين أفريقيين يتعاملان مع مشكلة صحية
الملصق الرسمي للمهرجان من عمل الفنانة الإيطالية السنغالية مأمونة جريسي
صممت ملصق هذه الطبعة مأمونة غيريسي، وهي فنانة إيطالية سنغالية متعددة الوسائط ومؤلفة عمل مشبع بالروحانية الصوفية. يجلب العمل، الذي ينتمي إلى سلسلتها “عائشة في بلاد العجائب”، طاقة أنثوية حاضرة للغاية في هذه الصورة القوية التي تشير إلى تمازج ثقافي وروحي
الصناعة والتدريب في المهرجان
في هذه النسخة من المهرجان، سيتم تفعيل ورشة عمل ما بعد الإنتاج في ورشة “لاب” مرة أخرى، والتي تقدم الدعم للأفلام الروائية من إفريقيا من خلال الجوائز. ستقام ورشة “لاب 2022” عبر الإنترنت في إطار الأعمال المبرمجة في شجرة الكلمات، المساحة المخصصة للأنشطة المهنية والتدريبية لمهرجان الفيلم الأفريقيمن جهته، سينظم معهد التصوير السينمائي والفنون السمعية البصرية عرضا في طريفة حيث ستقدم خمس شركات إسبانية، ممثلو خدمات ما بعد الإنتاج، للمنتجين والمخرجين الأفارقة شخصيا وعبر البث المباشر
كما ستقام “قاعة السينما” تحت عنوان “سرديات منقولة”. الفن السردي في دور السينما الأفريقية، دورة متعمقة حول تطور وخصائص دور السينما الأفريقية، يقدمها مبرمج الأفلام والناقد خافيير إسترادا (إسبانيا). جميع المؤلفين الذين سيتم تحليل أعمالهم يتشاركون روحا متمردة ومبدعين جماليين حقيقيين لاحظوا أيضا حقائق بلدانهم بأعين ناقدة للغاية. خلال أربع جلسات، ستتم مناقشة المصورات السينمائية مثل تلك الموجودة في مالي أو مصر أو تونس أو أنغولا، مما يدل على أهميتها في الماضي والحاضر
مهرجان الفيلم الأفريقي هو أهم مهرجان سينمائي في القارة ناطق بالإسبانية خاص بالجاليات الإفريقية في العالم
ولديه مجموعة أفلام مترجمة إلى الإسبانية