تعود الفنانة التشكيلية المغربية عزيزة جمال، من جديد، وهذه المرة إلى عاصمة الأنوار والثقافة، بمعرض جديد، باسطة فيه للمتلقي، فيضا من القيم الجمالية والشاعرية التي ترتبط بالهوية والتراث والتقاليد والطقوس العريقة الزاهية.
اعمال الفنانة عزيزة جمال، تعرض حاليا ضمن معرض جماعي يضم نحو 14 فنانة وفنانا، برواق منظمة العالم اﻹسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) يقام بمناسبة الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول النظم الذكية المتقدمة للتنمية المستدامة، الذي تنظمه المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن التابعة لجامعة محمد الخامس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وحتى 30 ماي الجاري.
إن لوحات الفنانة عزيزة جمال تشكل إطلالة إبداعية موحية، بلمسة علمية ذكية، فيها الكثير من المتعة البصرية، التي تريح العين، وذلك من خلال ألوان مفرحة، تفرش للجمهور كثيرا من الورود بعبق التاريخ والتراث والمجد الذي يفخم الوطن في كل الربوع.
لوحات عزيزة جمال في هذا السياق، احتفال بالمرأة وزينتها في الحواضر والمناطق النائية، كما انها احتفاء بقيم الحرية والفرح والازهار الوجداني الذي يحيل اللوحة الى ربيع يتفتح ببراعم السعادة.
فالمتأمل للوحات عزيزة جمال من خلال هذا المعرض، يدرك، كم هو جميل هذا الحس التجريدي المبهر في مقامها، والمضمخ بعطر الحناء والقرنفل في عناق الأحبة والامهات والجدات.
انها لوحات دافئة، مشرقة بكثير من الألوان المبهجة، وهو ما يبرز فضيلة الاقبال على الفرح لدى الناس البسطاء في القبلية هناك، خاصة في الكثير من المواقيت والمناسبات، كالأعراس والمسرات، ومواسم الخيل والأولياء والصالحين.
المتأمل للوحات عزيزة جمال يستشعر مدى الصورة البهية التي توجدها، والتي تنفتح على عالم ساحر، من الطقوس والعادات والتقاليد، التي تتميز بها بلادنا، فضلا عن حضور تيمة المراة خاصة على مستوى الأزياء، ونبضات الوجدان ولحظات الفرح هنا وهناك.
ان تشكيلات جمال في هذا المعرض الذي يزاوج بين الذكاء والتراثي، والعراقة وروح المستقبل، ترسيخ لمشروع فنانة ونحاتة وباحثة في المجال التراثي، وفي مجال الثقافة الشعبية المغربية، وذلك من خلال شغفها بالبحث عن كل ما هو عريق وقديم على مستوى الأزياء والحلي واكسسوارات المرأة في القبيلة والدوار والمداشر.
لوحات عزيزة تسير جنبا إلى جنب من متحفها، الذي تقيمه في مدينة الدار البيضاء، ليكون مشروعها الفني والجمالي والتراثي، تكريم للهوية المغربية، واحتفاء بالمرأة المغربية والعربية، واحتفاء ايضا بقيم الجمال والحرية والفرح.
انها لوحات باذخة، لها إطلالات واشراقات على أبراج الامل، في اللون وحركة الريشة، وهو ما يجعل من اعمالها، كؤوسا فنية مترعة بالحنين والنخوة، والشاعرية، وزهو الفروسية بفرسانها الحالمين، حين يمتطون صهوات الجياد المطهمة باتجاه مجد القبيلة.
تلك اذن بعض من توليفات فنية، توجدها الفنانة في معرضها بالرباط، والذي سيعقبه معرض مقبل في ألمانيا، توليفات إبداعية، ذات مسحة تجريدية وسريالية مفعمة بأشكال ابداعية تنصر لقيم المرأة، وجمالها، وأنوثتها وعناقها الطويل، وتنصر ايضا لعيون المها، وهي تنتظر عودة السندباد من المحار.
انها باختصار بحر لوني يفيض بأمواج شاعرية لا ضفاف لها، وعرائس تسافر في هودجها نحو برتقال الأصيل، إنها رموز موحية واشكال وتعبيرات صافية، لها مرايا الحلم في كف الحبيبة، انها اشراقات بوح شهرياري يحكي لشهرازاد ألف حكاية حكاية.
طنجة الأدبية