شكلت مشاركة الفنانة التشكيلية آمال الفلاح في المعرض التشكيلي الجماعي، الذي افتتح أمس برواق منظمة العالم اﻹسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بالرباط، نافذة جديدة ومغرية على تجربة جديدة، والمطلة على عالم الحروفية.
هذا المعرض، يقام بمناسبة الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول النظم الذكية المتقدمة للتنمية المستدامة، الذي تنظمه المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن التابعة لجامعة محمد الخامس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وحتى 30 ماي الجاري.
لوحات الفنانة آمال الفلاح، تعتبر سفرا صوفيا شريفا إلى كنوز، ونفائس اللغة العربية، وما تحبل به من جمال في الكتابة، ورقة في الهندسة ونخوة في الامتداد والشاعرية.
ان لوحات الفلاح في حضرة الحروفية، استرجاع لطيف، للأشكال الهندسية في تاريخ الحضارة الاسلامية، وقصائد شعرية راقية، تفيض برقة اللون، الذي يعانق الحروف، وهي تهب المتلقي إحساسا عميقا بروعة اللغة العربية وحروفها البهية في الزمان والمكان.
واستطاعت الفنانة آمال الفلاح بحنكة المحترفين، ان تمنح لهذه الاحتفالية بالحرف، مقاما عاليا، لما تمثله اللغة العربية، وهي لغة القران الكريم، من فيض معاني جذابة، وأشكال بهية ترسخ لروح الهوية الروحية والثقافية التي تعيش في الوجدان.
كما برعت الفنان آمال في مجال الحروفية، وهو ليس غريبا عليها، في منح الحرف العربي كثيرا من الألق والضوء، والصياغة الإبداعية الحلوة، لتتحول الحروف في حضرة لوحاتها الفاتنة إلى تحف فنية تغري بالتأمل والسفر في تاريخ الأمة والإسلام والإنية الإلهية، والله اكبر والله اكبر.
انها لوحات ذات قدسية خارقة، مزجت بين العلوم والتقنيات الحديثة والمعاصرة، والطفرة التكنولوجية، تمتع العين وتدهش العقل، وتعبر بألق إبداعي خلاق، عن الكثير من الروافد الحضارية، والأشكال الهندسية التي ميزت تاريخ الحضارة الإسلامية
انها نقوش ذات ورعة استثنائية، وذات أشكال وألوان، وذات عوالم ومساحات حالمة الى ابعد الحدود، وحروف متاخمة للحس الإبداعي الرقيق، تكرس البعد الهوياتي والتاريخي الاصيل بطرق مبتكرة علمية وجميلة.
ان الفنانة آمال الفلاح ليست خطاطة، بل ترسم الخط، وفي ذلك صورة واضحة عن قوة الفنانة في تقمص الكثير من الفنون، والأشكال الابداعية بأنامل مدربة، تعرف كيف ترسم بلون ما تريد، وما يعشقه القلب والخاطر والآخرون ايضا.
وبهذا تصنع الفنانة في هذا المعرض الجميل، عوالم مبتكرة من الحروفية، وفي ذلك انتصار لسحر الفن المعاصر، في علاقته بكل ما هو علمي وتراثي وحضاري جميل، لتكون اللوحة” الفلاحية” شكلا آخر من أشكال الانبهار والدشة والجمال.
طنجة الأدبية