نظمت كل من جمعية الكتاب الأمازيغي وجمعية أمزيان بالناظور ملتقى حسن بنعقية للأدب الأمازيغي، تحت شعار: حسن بنعقية: رجل الأدب الأمازيغي، وذلك ليلة السبت 23 أبريل 2022 ابتداء من الساعة التاسعة والنصف ليلا بقاعة مكتبة المركب الثقافي بالناظور. هذا الملتقى الذي تزامن مع اليوم العالمي للكتاب، اختار فيه المنظمون الوقوف عند شخصية حسن بنعقية، عرفانا لما قدمه للأمازيغية في المجال الفكري والأدبي والثقافي.
ابتدأت الندوة بدقيقة صمت ترحما على روح المرحوم حسن بنعقية، بعد ذلك، افتتح مسير الملتقى، عبد الواحد حنو، كلمته بالترحيب بالضيوف وتقديم حيثيات تنظيم هذا الملتقى الأدبي، قبل أن يقدم للحاضرين بعض أهداف جمعية الكتاب الأمازيغية التي تعد مولودا جديدا ينضاف إلى الساحة الجمعوية الأمازيغية، وهذا الملتقى في دورته الأولى هو باكورة أنشطتها الثقافية.
إثر ذلك، تقدمت الشاعرة حياة بوترفاس بسرد مجمل أعمال حسن بنعقية، المكتوبة بالفرنسية وكذا المكتوبة بالأمازيغية. ثم تناول الأستاذ محمد بودهان الكلمة ليتحدث عن حسن بنعقية، مقدما نبذة عن سيرته العلمية والأدبية والنضالية. وقد أطلع الأستاذ بودهان الحاضرين على جملة من الأمور التي كانوا يجهلونها عن المرحوم بنعقية، خصوصا وأنهما جمعتهما تجارب كثيرة ليس فقط في الكتابة والفكر، وإنما أيضا في النضال والحياة.
الملتقى عرف حضور كل من السيد ميلود ومحمد بنعقية، أخوي المرحوم حسن بنعقية، إذ تناول ميلود بنعقية الكلمة وتحدث باقتضاب عن سيرة أخيه منذ أن كان طفلا، وكيف أن التفوق والجد والمثابرة في العمل سمات رافقته على طول نشأته. وكان من المزمع أيضا أن تحضر الأستاذة سناء يشو زوجة المرحوم، وقد عبرت للمنظمين في رسالة إلكترونية عن سعادتها بتكريم الدكتور حسن بنعقية واختيار أن يكون الملتقى باسمه.
من جهته، تحدث الكاتب والسيناريست محمد بوزكو في مداخلته عن ندرة إصدار الكتب المكتوبة بالأمازيغية في شتى أصناف الأدب، وأن الثلاثة عقود التي مرت على صدور أول كتاب بأمازيغية الريف، لم يتحقق فيها تراكم كبير. هذا من حيث الكم، أما من حيث الشكل، فقد أشار بوزكو إلى ضرورة وجود لجان علمية تقوم بدور التنقيح وتقويم اللغة حتى ننتج أدبا يليق أن يقرأه المتلقي، خصوصا وأن الأمازيغية الآن قطعت أشواطا مهمة. وقد أشاد محمد بوزكو، في هذا المضمار، بتأسيس جمعية الكتاب الأمازيغي التي وإن جاء تأسيسها متأخرا، فهي ستلعب دورا مهما في الإسهام في تطوير الكتابة بالأمازيغية.
من جانبه، تحدث الأستاذ عبد المجيد بنحمادي في مداخلته عن مجموعة من الأفكار التي وردت في كتابات حسن بنعقية حول الأدب الأمازيغي، من قبيل ضرورة الانفتاح على تيمات مختلفة في الكتابة الأدبية، وعدم البقاء حبيسي النهج النضالي في الكتابة، بالاضافة إلى أمور أخرى تتعلق بعلامات التنقيط، وكيفية التعامل مع إشكالية المصطلح الدخيل… وقد وضح عبد المجيد بنحمادي كيف توفق حسن بنعقية في تطبيق أفكاره على مستوى الإبداعات التي كتبها بالأمازيغية وبالخط اللاتيني، وقدم أمثلة من مسرحيته “ثاغّارشث د تبقشث”.
جدير بالذكر أنه كان من المزمع أن يحضر فيه السيد رئيس مجلس جماعة الناظور، إلا أنه اعتذر في آخر لحظة للجمعيتين المنظمتين لظروف قاهرة، وناب عنه كل من السيد عمرو العزوزي ومعنان أبركان بصفتهما عضوي مجلس جماعة الناظور. وقد عرف اللقاء حضورا مكثفا من أساتذة جامعيين وأطر تربوية وفنانين ومبدعين وطلبة وباحثين، بالإضافة إلى العديد من أصدقاء المرحوم حسن بنعقية وطلبته وزملائه. وبعد إغناء النقاش بمداخلات الحضور وتفاعل الأساتذة معها، تم توزيع الشواهد التقديرية على الأساتذة المتدخلين، ليسدل الستار عن الدورة الأولى لهذا الملتقى الأدبي، ويضرب موعد الدورة الثانية في السنة المقبلة.
طنجة الأدبية