دار الشعر بمراكش: “أحلام الياسمين للشاعر رضوان صابر حيث القصيدة ملاذا أبديا للشاعر وإقامته اللانهائية”
صدر عن منشورات دائرة الثقافة بالشارقة ديوان شعري موسوم ب”ذاكرة الياسمين”، للشاعر المغربي رضوان صابر السنة الجارية، ويضم أكثر من 110 من قصائده التي كتبت ضمن مسار إبداعي طويل. ويشكل هذا الديوان أقرب الى “أعماله الكاملة”، إذ يضم ما يزيد على ثلاثة دواوين شعرية ظلت متجمعة عند الشاعر، في اختيار وإرادة خاصة للجنوح الى الكتابة والإبداع الشعري وتأمل قصيدته وهي تنمو أمامه. ديوان “ذاكرة الياسمين”، والذي يصدر بعد ديوان الشاعر رشيد منسوم “وَداعاً أَيُّهَا الدَّغَل، مَرحباً أَيَّتُهَا الفأس” (الصادر السنة الماضية2021)، حفل بتقديم الشاعر عبدالحق ميفراني مدير دار الشعر بمراكش، والذي أشار الى الشاعر رضوان صابر (مواليد قلعة السراغنة 1978)، “ينتمي الى شجرة الشعر المغربي الوارفة، ضمن هذا النسيج المتعدد من أنماط الكتابة.. كما أن اختياره الوفاء للكتابة الشعرية، ضمن حرص بليغ على نسج سفر خاص للنص الشعري، وحوار خلاق مع التجارب الشعرية العربية”.
لقد ظلت القصائد في ديوان “ذاكرة الياسمين” يشير تقديم الشاعر ميفراني، ومجازات الحرف وسحر القوافي، اختياره وملاذه لكينونة النص. هذا المنجز، والذي تراكم الى اليوم، يشكل نافذة وكوة على تجربة شاعر اختار اليوم، أن تكون ذاكرة الياسمين هي ديوانه الأول”. لقد “صارت القصائد مأوى”، هكذا اختار الشاعر رضوان صابر القصيدة ملاذا أبديا للكتابة، في حرص واعي على استكناه أسئلة القصيدة وأفق الشاعر. تجربة ومسار طويل، راكم خلاله منجزا إبداعيا، يمثل بعضا من راهن القصيدة العمودية اليوم في المغرب. ظلت القصيدة مأوى يلجأ إليها الشاعر، كلما هدًه سؤال وقلق الوجود، وانجراحات الزمن وانكساراته.
وحين “تقول الحكاية: إن هناك قصيدةْ/ تجوب الفلا والفيافِي/ وتسبح فوق الضفافِ/ لتكسب في البوح روحا جديدةْ”، فتم ضوء في نهاية الطريق، تفتحه مجازات الشعر للبوح الآسر، كي يخط الشاعر بعضا منه، أو ينكتبا معا، الشاعر وقصيدته في مجازات البياض، في أولى إطلالة من نافذة هذا الديوان. وتتقاسم دار الشعر بمراكش، هذا الإصدار الشعري مع المتلقي، للشاعر رضوان صابر ولذاكرته من الياسمين، وهي تصدح بين استعارات البوح، وسفر الحرف الى أحلام الأبجدية.
طنجة الأدبية