استضاف رواق “اليكا” ALECA، بالهرهورة، ضواحي العاصمة الرباط، يوم السبت 26 مارس الجاري، معرضا تشكيليا جديدا، وقعت على ألوانه الزاهية الفنانة التشكيلية إيمان فرحاتي.
هذا المعرض الذي اقيم تحت شعار “براد وتقاليد” حضرته العديد من الفعاليات الفنية والثقافية، كما شكل فضاء للحوار والتواصل، واستحضار جماليات وسحر اللون في حضرة التراث المغربي الأصيل.
واستطاعات الفنانة ايمان فرحاتي في هذا المعرض، الذي يقام في اجواء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ان توزع على الملتقي فيضا من اللوحات التشكيلية، التي تحتفي بالوانها الرقيقة روح الهوية المغربية والعيش المشترك.
تلك الحميمية الإنسانية، التي تميز العيش المشترك المغربي، تتحلق حول “براد” شاي بالنعناع، وهو ما يحيل تلك الأجواء الى احتفال جماعي بالعادات والطقوس، وقيم الهوية المغربية الاصيلة..
” براد وتقاليد”، رمز من رموز الانتشاء التشكيلي الذي صنعته الفنانة على مقاس المتلقي في كل مجمع الاحباب، انه الوان دفء وامل تعيد الى الذاكرة المشتركة، فخر فيض من القيم والعادات المتجذرة في التاريخ، وتيننع من الأعياد والأعراس وكرنفالات الفروسية والفانتازيا ومواسم الاضرحة وأولياء الله.
لوحات ايمان فرحاتي في هذا المحفل، كؤوس مترعة بالمحبة والسلام، وعبق يضمخ الفضاء بفيض كرم مغربي أصيل، تهبه كؤوس الشاي للضيوف والحاضرين، والعابرين والسياح والوافدين على القبيلة في أقاصي البلاد والروح.
وبرعت الفنانة التشكيلية وهي أستاذة للفنون التشكيلية، في صنع طاقات ايجابية، وخلق الحدث، من خلال المعرض، حيث الالوان البهية، تصير سحرا لا يوصف، والأشكال تتحول الى زينة في فناء الدار والخيمة ومقهى الأصدقاء.
كما برعت الفنانة في رسم ملامح تلك الاشكال والطقوس والحياة بتقنية عالية، وتجلى ذلك من خلال التركيز على حروف الكؤوس والاواني، مع اضفاء نوع من اللمسة الفنية، تبهر العيون، وتطرح اكثر من سؤال عن سحر وجمال وأناقة تلك الكؤوس وانية الشاي(البراد)، وما يرافقها من ذكريات، نحن فيها الى عبق طفولتنا، وخبز امي، وحضن امي، وعناق الغائبين بعد طول انتظار.
ان لوحاتها المعروضة، هو احتفال بروح التراث اللامادي والمادي المغربي في ابهى التجليات، ما يجعل الفنانة اكثر انجذابا الى عالم الموروث الثقافي، وروح التراث الشعبي المغربي الأصيل، في اللغة والطقوس والموسيقى والازياء وغيرها.
تلك اذن بعض من سكاكر لوحات الفنانة في معرضها الاخير، وما رافقها من اكسسوارات غاية في الجمال، حيث وزعت على الضيوف والجمهور، عبر اريج الوانها، فيضا من الكؤوس الدافقة بالحنين، والمترعة بكثير من الانتشاء الرائع بسحر العادات والتقاليد.
طنجة الأدبية