دارت أحداث الفيلم كلّها في يوم واحد طويل، حيث تيريز زوجة رئيس بلدية إحدى القرى اللبنانية، تستعدّ لاستقبال حبيب ابنتها وعائلته لطلب يد الأخيرة وتصاب بالصدمة عندما تكتشف أن الصهر المستقبلي من الجنسية السورية، وهي التي فقدت شقيقها قبل 20 عامًا بسبب قذيفة أثناء وجود القوات السورية في لبنان. تتبدد الفرحة فجأة وتبدأ تيريز تنفيذ سلسلة مخططات لكي تحول دون هذه الخطوبة.
وقالت صوفي بطرس خلال حوارها مع الجمهور أن إدارة ممثلين كبار ساعد في تنفيذ فيلم بمعايير جيدة وفي وقت قياسي حيث استغرق تصوير الفيلم 29 يوماً، فقد دارت الكاميرا في قرية لبنانية وداخل مساحة غرفة الطعام مما احتاج إلى مزيد من الجهد ليكون الفيلم جذاباً وناعماً، وهو ما أكدت عليه المنتجة ناديا عليوات التي اشتركت في كتابة السيناريو حيث أشارت إلى الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة حتى لا تكون هناك فجوات كما تحدثت عن ذكاء صوفي بطرس في جعل الحوار رشيقاً وغير ممل وخاصة أن القصة تدور في يوم واحد.
وفي نهاية الحوار كرمت الأستاذة الدكتورة فاطمة الصايغ -عضو مجلس أمناء المؤسسة كل من صوفي بطرس وناديا عليوات وقدمت لهما درعين تذكاريتين تقديراً لجهدهما في صناعة فيلم متميز وشكرتهما باسم المؤسسة وتمنت لهما النجاح في أعمالهما المقبلة.
الفيلم من بطولة بسام كوسا ونادين خوري وجوليا قصار وعلي خليل وجابر جوخدار وسيرينا الشامي وبيتي توتل، وقد استمرت عملية كتابة النص أكثر من سنتين، والتحضير للإنتاج والمونتاج استغرق 10 أشهر أما التصوير فكان خلال 29 يوماً. ونال جائزة الجمهور بمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.
كما عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي في العام 2016، وأطلق في العام 2017 في لبنان وسوريا والأردن والإمارات والكويت وفلسطين، ولاقى نجاحاً كبيراً لأنه يطرح إشكالية التعصب والكراهية ورفض الآخر، في محاكاة للواقع الاجتماعي السوري اللبناني.
يذكر أن (نادي العويس السينمائي) الذي انطلقت فعالياته في أكتوبر الماضي يعد أول تجربة من نوعها في هذا الميدان تقدمها مؤسسة العويس الثقافية لمتابعي أنشطتها بشكل عام، كما ستعرض خلال النادي الأفلام التي تنتج بجهود فردية وبسيطة وبشكل مستقل والتي تكشف عن مواهب غنية في ميدان التصوير أو كتابة السيناريو أو في ميدان النقد السينمائي.