تخلد دار الشعر بتطوان اليومَ العالمي للشعر، الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، من خلال برنامج خاص، وقراءات شعرية بالعربية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، مع توقيع دواوين شعرية صادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة، وأخرى صدرت من مدينة تطوان.
وتنظم دار الشعر بتطوان هذا اللقاء الاحتفالي ضمن سلسلة من التظاهرات الشعرية الكبرى التي تقيمها بيوت الشعر العربي، تخليدا لهذه الفعالية الأممية، التي تحتفي بالشعر والشعراء عبر العالم.
والاحتفاء باليوم العالمي للشعر مبادرة عربية مغربية تعود إلى سنة 1998 حين رفع “بيت الشعر في المغرب” رسالة إلى منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وقعها الوزير الأول المجاهد الراحل عبد الرحمان اليوسفي، من أجل تسمية يوم عالمي للشعر. وفي السنة الموالية، سوف يعتمد المؤتمر العام لليونسكو، خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس، تاريخَ 21 مارس من كل سنة يوما عالميا للشعر.
وفي مهرجان “ربيع الثقافة الفلسطينية”، الذي احتضنته فرنسا سنة 1997، كان الشاعر الراحل محمود درويش ومعه الشاعرة فدوى طوقان والشاعر عز الدين المناصرة، قد وجهوا رسالة إلى المدير العام لليونسكو، آنذاك، حملت عنوان “الشعر روح الإنسانية، الشعر جسد العالم”، من أجل اعتماد يوم عالمي. وبعد المبادرة الفلسطينية، والمبادرة المغربية الرسمية، أقرت اليونسكو 21 مارس يوما عالميا للشعر، وذلك من أجل “دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير”. كما أعلنت المنظمة يومها أن من شأن ذلك أن يشكل “فرصة لتكريم الشعراء، ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية”، وهي تؤكد أن الشعر “أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما يعتبران من أغنى ما تمتلكه الإنسانية، إذ أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب”.
وكانت دار الشعر في تطوان قد احتفت السنة الماضية باليوم العالمي للشعر، مستحضرة شخصية الجغرافي المغربي الشريف الإدريسي، الذي “وضع أول خريطة مفصلة في التاريخ الإنساني، وهي الخريطة التي رسمها لملك صقلية روجر الثاني”. واعتبرت الدار أن صاحب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” الذي وصف أقاليم العالم ورسمها، كان شاعرا، أيضا، وبحس كوني عالمي، هو الذي يقول في قصيدة له: “دَعني أَجُل ما بَدَت لي سَفينةٌ أَو مطيّةْ/ لا بُدَّ يَقطَعُ سَيري أَمنِيَةٌ أَو مَنِيَّةْ”. كما يردد في قصيدة أخرى: “ليت شعـري أين قبري/ ضاع في الغربة عمري. لم أدع للعين ما تشــتـــاق في بر وبحر”…
ويأتي هذا الاحتفاء الأممي، بمبادرة عربية مغربية، ترسيخا للقيمة العليا للشعر في الثقافة العربية، بوصفه ديوان العرب الذي يُخَلدُ أيامهم وأحلامهم، وتطلعهم إلى المستقبل، بما أوتي من قدرة على الأمل.
طنجة الأدبية