التقرير الشهري (فبراير2022) لورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب)
الكتابة الشعرية وتقنيات الصوت والإلقاء وانفتاح على نقط القراءة العمومية
أكثر من 36 ساعة و116 طفل(ة) و24 مرتفق (ة) و11 ورشة شهريا موزعة بين مراكش ونواحيها، هكذا اختارت دار الشعر بمراكش أن توسع قاعدة استراتيجية ورشات الكتابة الشعرية، للأطفال واليافعين والشباب، في موسمها الخامس (2021/2022) شهر فبراير المنصرم. كما تواصلت، الى جانب ورشات الكتابة الشعرية، ورشات الصوت والإلقاء، والتي يؤطرها الفنان والشاعر سعيد أبو خالد، لمزيد من تنمية المهارات القرائية للمستفيدين (ات) الصغار وترسيخ قيم الشعر بين مرتفقي ومرتفقات الورشات.
فقرة “شاعر في ضيافة الأطفال”، والتي اختصت وتفردت بها دار الشعر بمراكش ضمن ورشات الكتابة الشعرية للأطفال، منذ تأسيسها (في 16 شتنبر 2017)، بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة دولة الإمارات العربية المتحدة، تحولت الى نواة ومشتل فعلي لاحتضان المواهب الصغيرة والشباب، في اختيار واعي يدرك أهمية ربط دور ووظيفة هذه المؤسسة الثقافية بنسيجها المجتمعي، والسعي الى استنبات الكتابة الشعرية لدى المهتمين والشباب والأطفال، سواء داخل المؤسسات التعليمية ونقط القراءة العمومية والمراكز الثقافية، أو في المشهد الجمعوي والثقافي بالمدينة، في أفق تنمية مهارات مرتفقي ومرتفقات ورشات الكتابة الشعرية وتشجيعهم على الفعل القرائي وتنمية مهاراتهم في الكتابة الإبداعية.
ورشات الكتابة الشعرية، والتي تهدف الى استنبات “تقنيات الكتابة الشعرية لدى الفئات الصغرى”، وفق طريقة بيداغوجية مبسطة وسلسة في محاولة تقريب مفهوم الشعر إليهم، الى جانب تقنيات تسمح بإنتاج العديد من النصوص الشعرية القصيرة، وقد استطاع من خلالها الأطفال أن يبدعوا عوالمهم الصغيرة. كما سجلت دار الشعر بمراكش، ومن خلال نقط القراءة العمومية والمركز الثقافية البعيدة عن محور مراكش، من خلال ورشات الكتابة الشعرية والتي أشرف على تأطيرها كل من د. عبداللطيف السخيري وذ. رشيد منسوم، قدرة الشعر، من خلال تقنيات الورش، على التحسيس بالفعل القرائي وتنمية مهارات الكتابة الإبداعية وتنمية الخيال لدى فئات عمرية صغرى.
واصلت الدار، ضمن برنامج ورشات الكتابة الشعرية للموسم الخامس، الانفتاح على النقط القرائية العمومية التابعة للوزارة، ضمن الحيز الجغرافي الذي يقع بجهة مراكش. وشكلت ورشتي أطفال مكتبة تيديلي مسفيوة والمركز الثقافي “سيدي رحال” (نواحي آيت ورير)، خطوة ضافية لهذا البرنامج. وتمثل هذه المحطة الرابعة في البرنامج العام ضمن الطور الثاني، نقطة محورية ضمن برنامج دار الشعر بمراكش الموجه لنقط القراءة العمومية، تسعى من خلاله الدار، ليس فقط تكوين أبنائنا وشبابنا على الكتابة الشعرية، بل تشجيعهم على فعل القراءة وتحفيزهم وتنمية مهاراتهم في مجالات الإبداع والكتابة، وأيضا تعميم تجربة الدار في ورشات الشعر الموجهة للطفل خصوصا. كما واصل الشاعر الأستاذ رشيد منسوم، تأطير ورشات الكتابة الشعرية للأطفال، للمؤسسات التعليمية (نهى، والسابلة، وأكسيل أكاديما) أيام (9-16-19-23).
استنبات الشعر وقيمه وتنمية مهارات الكتابة وتشجيع الفعل القرائي
كما تواصلت بمقر دار الشعر بمراكش، صبيحة كل يوم السبت، تنظيم ورشات الكتابة الشعرية الموجهة لفئات الشباب وعموم المهتمين. ورشات الشعر الخاصة بالشباب، والتي يشرف على تأطيرها الدكتور عبداللطيف السخيري والشاعر والفنان السعيد أبو خالد، شكلت مشتلا صغيرا لشعراء المستقبل كما أسهمت في تقديم العديد من الأصوات الشعرية الجديدة، والتي استطاعت أن ترسخ اسمها في المشهد الشعري المغربي، والتي تفتقت ملكاتها الإبداعية ضمن فضاء هذه الورشات.
وتواصلت سلسلة الورشات (شهر فبراير: 5-12-19-26)، عبر اشتغال على جذاذات همت (توظيف النعت، النعت باللون، الالتفات…) في سعي لجعل التلقين النظري عتبة أساسية، لدفع مرتفقي ومرتفقات الورشات، الى الانتقال الى لحظة الكتابة الشعرية وإنتاج نصوص إبداعية. وسعت دار الشعر بمراكش خلال ورشات شهر فبراير، ولمزيد من ترسيخ تقنيات التمرس على الكتابة الشعرية وتلقين تقنيات الصوت وأيضا التركيز على الأداء والإلقاء الشعري، مواصلة ورشات الصوت والإلقاء الشعري والتي يشرف عليها الفنان والشاعر سعيد أبو خالد. وقد حرص المؤطر عبر التركيز على تمارين خاصة، الى تنمية المهارات الصوتية والتركيز على مخارج الحروف والإعداد النفسي والسيكولوجي المساعد للشعراء الشباب، في أفق الرفع من مستوياتهم المهارية خلال عمليات الإلقاء. وأصبح المستوى التطبيقي، والذي عادة ما يرافق ورشات الكتابة الشعرية تبعا للجذاذات المقدمة، ورشا مفتوحا للمرتفقين (ات)، من أجل الرفع من قدراتهم ومهاراتهم في الإلقاء وضبط مستويات القراءة وإعطاء دفق من الأحاسيس الداخلية لنصوصهم.
واستضاف فضاء الدار ضيوفا من شعراء ونقاد وفنانين، في لحظة حوارية جمعت مرتفقين الورشات بتجارب إبداعية مغربية وعربية. وقد شكل حضور الشاعر السوداني بحرالدين عبدالله (12 فبراير)، والذي كان ضيفا على فقرة “نبض الأبجدية”، مناسبة للاقتراب من هذه التجربة الشعرية والمشهد الشعري والإبداعي السوداني. وقد قدم الشاعر بحر الدين، ضمن رده على أسئلة المرتفقين، تجربته ومساره العلمي والاكاديمي والإنساني والشعري، في محاولة لتقاسمها مع شعراء المستقبل.
بعض من نماذج نصية تطبيقية من إبداع المرتفقين (ات):
الشاعر اسماعيل آيت إيدار: (الحرب دائما بالأبيض والأسود: الشوارع بالأبيض والأسود/ محطات المترو بالأبيض والأسود/ الغابات بالأبيض والأسود/ نفق الحب بالأبيض والأسود/ الطائرة المقاتلة بالأبيض والأسود/ وحدها عيون الأطفال خضراء/ ينز منها دم شفيف يسيل/ على وجه العالم)
الشاعر حمزة الخازوم: (أنَا كَأنِّي على ذِكرَى مِن الفقْدِ: فَوِجهتي حيثُ/ لا قَبلِي ولا بعْدِي/ الليلُ يخفتُ/ فيما وقْعُ قافيتي / يجتاحُ نارِي/ ويُمْلينِي على الوقْدِ / وتم في لحظة الإيماءِ/ بعض دَمِي / وكلّ كُفرِي/ الذِي يقتاتُ من زُهْدِي/ ولستُ نقشًا أطال السهو منفردا/ أنا التفاتةُ مليونٍ إلى الفردِ/ أقولُ قَولِي وأهذِي/ اللهُ يغفرُها/ وَأتركُ الناسَ مشدُودا إلى النرْدِ/ ما اشتدّ فيّ انتماءٌ غيرَ مرتجفٍ / كأنّمَا طِينتِي من قبضةِ الرعدِ )
الشاعرة مريم أتلمدو: (شعلة قرمزية: بين هذي الحروف وجدت قصيدتي/ إن سألت من أنا/ قلت هذه الحروف ازهرت نباتا أخضر/ وأنارت درب قصيدتي/ فأمسى الكون قصائد/ تضيء العالم شعلة قرمزية..)
الشاعر علال ابن الخياط: (من أجلك سنأتي بصفحات!/ بيد أنها وقفات من الماضي/ من أجلك سنأتي بحنين بنفسجي/ سأجعل نظرتنا تماه/ والدم تذكرة بلا رجوع)
الشاعرة سلمى الخناتي: (وقد تنسى../ كموجة قبلت الصخر/ في ساعات الضجر/ فعادت ذائبة منسية/ من وجع البحر)
الشاعرة سلمة لمقدم: (أخشى يوما تعيسا/ بعد دهر حزين من الألم/ قصيدتي/ خطو حزين/ يصارع دوامة التلاشي)
الشاعرة آمال لغريب: (في أعالي الجبال/ أرمي نفسي وجسدي الثقيل/ أصاحب الأرواح المتعبة/ هناك/ أجد موت أحبتي فاتحا ذراعيه/ أحضنه بشدة/ وأنام)
الشاعرة يسرى فشبو: (ظلان/ يمشيان في شارع طويل/ هما والحزن يتعانقان/ يبتسمان مرة../ ومرات / الخطى تردد صدى فراغ يغني/ رحيل القمر)
الشاعر بوبكر وسلام: (أحبك حتى يبلغ الحب غايته / ويبصرني العشاق أحمل رايته/ فإني إلى عينيك أسرف هاتكا / حدود الهوى ، والليل يلقي عباءته/ لأدرك في عينيك سرا حفظته/ وأدمنت دأب الناسكين تلاوته/ أعيش على دمع تطاول سكبه/ كمن جعل الدمع الهتون تجارته / أسوق المعاني ، وهي تسفكني، فتى / يمد إلى اللاشيء في الحب راحته/ يقدس مايشكو ، وينصب نفسه / إماما لمن ذاقوا النوى ومرارته / يعتقهم بالصبر ، يمسك جمره، / يشد زمام الحب ، يصبر عادته/ يفسر صمت الخائبين بحكمة/ ويبسط بين الحائرين نباهته/ )
الشاعر حميد الفرزدوني: ( شمس النهار تقاسمت موروثها/نور ونار دون عدل القسمةِ/ فللعاش للمسكين نار توقد/أما الفتاة فبالنضارة فازتِ/ لون الشهاب الأحمر المتوهج/أخذته في خدين ثم تولّتِ/ ونصيبه في الحمرة اللهب الممي/ت ولوعة في قلب عبد ميتِ/ الحب أسود إن تنافر قلب من/يعشق المسكين يوم الفرقةِ/ لا تلتفت كي لا تموت وكن صبو/را عن فراق حبيبة إن ضلتِ)
الشاعر حمزة اضريف: ( حال ليل: ليل حل حلالو/ ونجوم ظهرت في سماه/ كلها غايص في حلامو/ وكلها يلاغي بلغاه../ ليتيم فايق في منامو / يخمم يفكر في باه/ او لمريض فوق فراشو/ ينين و يصيح آه/ وسجين حاير في مكانو/ يحسب ليام وراه/ والمغروم مضوي ضلامو/ وفجنبو المرسول حداه/ والغريب عايش حزانو/ مشتاق لمو او باه..)
ويمتد الموسم الخامس لورشات الكتابة الشعرية للموسم الحالي، والذي انطلق شهر أكتوبر2021، الى مطلع شهر ماي من السنة الجارية. وتسعى دار الشعر بمراكش، جاهدة، الى ربط برمجتها الشعرية والثقافية بأجيال المستقبل. استراتيجية رسخت أفقها، منذ تأسيسها (2017)، سعيا الى جعل الشعر ديدن في “التربية الإبداعية والجمالية والمجتمعية” عند الأطفال واليافعين والشباب. كما تختتم الدار، ككل سنة، هذا البرنامج بملتقى حروف، والذي يشكل فضاء للتلاقي والتفاعل والحوار، وفرصة لتقديم أصوات شعرية جديدة قادمة من المستقبل.