تحت عنوان “سؤال العدالة في الفلسفة السياسية الراهنة”، صدر حديثاً عن “مركز دراسات الوحدة العربية” في بيروت كتاب جديد لأيمن بوطرفة.
ويُعد سؤال العدالة سؤالاً مفتاحياً في مطارحات الفلسفة السياسية الراهنة، يمكن من خلاله فهم طبيعة المرحلة التاريخية الراهنة ومآلاتها، وذلك من خلال بحث تداخلاته مع مختلف الإشكاليات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية المطروحة في الزمن الراهن.
ومثّل صدور كتاب جون رولز نظرية في العدالة منعطفاً رئيسياً في تاريخ الفلسفة السياسية، أدّى إلى عودة سؤال العدالة إلى مركز المناقشات الفلسفية الراهنة، الأمر الذي جعل العدالة محور كل تفكير فلسفي سياسي راهني. وقد كان من أبرز ملامح هذا المنعطف أن غدت فلسفة العدالة نظرية في الفلسفة السياسية والاجتماعية أكثر منها نظرية فلسفية مجردة.
وفي السياق الفلسفي السياسي الراهن تبلورت عدة تيارات فكرية، تشكّلت في داخلها نظريات فلسفية في العدالة، نال منها المدى الفلسفي الأنكلوسكسوني حصة الأسد؛ فظهرت في إطاره تيارات اليسار واليمين الليبرالية، وتيار الجماعاتية، كما طُرح سؤال العدالة في مختلف مطارحات الفلسفة القارية الراهنة. ينادي دعاة اليمين الليبرالي بأولوية الحرية على المساواة، وهم في هذا يرتكزون على تصور كلاسيكي عن الليبرالية يقول بأولوية الحرية وضرورة الحياد الأخلاقي للدولة. في حين يدافع اليسار الليبرالي عن أولوية المساواة وضرورة قيام عدالة اجتماعية ترعاها الدولة. أما الجماعاتية فتدافع عن أولوية الخير العام، وأسبقية المجتمع على الفرد. في حين تهتم الفلسفة القارية بسؤال العدالة من خلال عدة مفكرين وفلاسفة ومدارس فكرية، أبرزها المدرسة النقدية الألمانية.
طنجة الأدبية-وكالات