في إطار الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة الذي يوافق 13 فبراير من كل عام، نظمت جمعية العلامة الجمالية بوجدة بشراكة مع مختبر استراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي، وبتنسيق مع مسلك علوم الإعلام والصحافة التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، يوما دراسيا وذلك يوم السبت 12 فبراير 2022 بقاعة نداء السلام بالكلية، وقد استهل هذا الاحتفاء، الذي أدار الفقرة الأولى منه والثانية الدكتور جمال حدادي، بتوقيع اتفاقية شراكة بين المختبر الذي يُديره الدكتور يحيى عمارة، والجمعية في شخص رئيسها الدكتور بنيونس بوشعيب، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الثقافي، وتبادل الخبرات وتنظيم الندوات وتأطير الطلبة الباحثين، بعدها قدم طلبة مسلك علوم الإعلام والصحافة شريط فيديو تضمن تعريفا بالمسلك الذي يشرف عليه الدكتور هشام كزوط، إلى جانب عدد من الأطر التربوية ذات الكفاءة العالية، كما وقف الشريط على إنجازات الطلبة بالرغم من حداثة هذا المسلك، وانتقلت الجلسة الأخيرة إلى تقديم كتاب “الإذاعة والتنمية اللغوية أي علاقة بين الخطاب الإعلامي واللغة العربية” للدكتورة والإعلامية شفيقة العبدلاوي الصادر عن منشورات جمعية العلامة الجمالية عام 2021، فكانت المداخلة الأولى للدكتور إبراهيم الشعبي حيث تطرق لقضية أخلاقيات مهنة الصحافة وعلاقتها باللغة العربية، وأهمية الضبط الصحيح لقواعدها، كما بين تأثيرها على المتلقي الذي تتنوع مستوياته ومرجعياته، أما مداخلة الدكتور زهر الدين الطيبي فقد انصبت حول دور الصحفي في صياغة العناوين باعتبارها العتبة المستدرجة للمتلقي قصد تصفح الخبر، خصوصا ما تعلق منها بالثورة التكنولوجية التي تمخضت عنها مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى حادثة الطفل “ريان” والطريقة التي تعاملت بها مجموعة من المواقع الإلكترونية بالخصوص في صياغة العناوين باللهجة العامية المغربية، كما أشار إلى إشكالية التهجين اللغوي الذي ظهر مع هذه المواقع، أما المداخلة الثالثة فكانت للدكتور هشام كزوط الذي تطرق لواقع استعمال اللغة العربية في الإذاعات الجهوية، وأكد أن قيمة الكتاب تبرز في كونه جمع بين أربع دراسات، الأولى نظرية محضة، والثانية كمية، حيث قامت المؤلِّفة بمسح شامل للمؤسسات الإذاعية المكونة للمشهد الإعلامي المغربي منذ فترة الحماية، أما الثالثة فهي دراسة كيفية للمضمون الإذاعي، في حين خصصت الرابعة للوقوف عند انتظارات المستمعين من استعمال اللغة العربية في الخطاب الإذاعي، مُنَوّها بالتوصيات التي وصل إليها هذا الكتاب، وبعد ذلك أعطى مسير الجلسة الدكتور مصطفى سلوي الكلمة للدكتورة شفيقة العبدلاوي التي قدمت كلمة شكر في حق جمعية العلامة الجمالية باعتبارها حاضنة للكتاب، ومختبر استراتيجيات صناعة الثقافة ومسلك علوم الإعلام والصحافة، وقد بينت من خلال كلمتها قوة اللغة وتأثيرها على المتلقي، داعية إلى مراعاة التباين في مستوى المستمعين، كما أكدت على ضرورة إعادة الاعتبار للغة العربية في وسائل الإعلام باعتبارها قوة بالفعل، إذ تدخل البيوت كما المحلات، وتنتقل مع السائقين والحرفيين، وتخاطب الجامعيين والمثقفين، وقد اختتم هذا اليوم الدراسي بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين، وبتوقيع كتاب “الإذاعة والتنمية اللغوية أي علاقة بين الخطاب الاعلامي واللغة العربية”.
إلهام الصنابي-وجدة