بشراكة مع مسرح محمد الخامس، وبعد تقديم العرض ما قبل الأول في المركز الثقافي لمدينة القنيطرة، يستعد “مسرح الملتقى” لتقديم عروض جديدة من عمله الجديد الذي يحمل عنوان “المعادن”، من تأليف الفنان النجم محمد الجم، وإخراج الفنان حسن بوعشراوي، وتشخيص نخبة من الممثلين.
تطرح المسرحية، في قالب فرجوي متنوع، نماذج من السلوكات الإنسانية في مجتمع يحبل بالتناقضات والعلل، ويتطلع للأمل من أجل بناء المستقبل. إنها شخصيات متباينة المشارب ومختلفة الأفكار، تتصارع من أجل إثبات الذات وتحقيق أبسط متطلبات العيش.
ويسعى المخرج من خلال هذا العمل إلى ربط الماضي بالحاضر، عبر الاشتغال على نص مسرحي يعود تأليفه إلى بداية السبعينيات، وينتمي إلى سلسلة نصوص تؤرخ لارتباط محمد الجم بمسرح الهواة في تلك المرحلة، من حيث عمق الرؤية وجدية الخطاب وتعدد الدلالة. ومن بين تلك النصوص: الگرنة، المشكال، البوق، أوليدات الحرفة…
يضم فريق عمل “المعادن” في مجال التشخيص كلا من: سعيد البحري، حسن بوعشراوي، محمد عزام بهلول، رضوان إبراهيمي، أيوب لحنيش، صفاء التباع، فايزة القاضي.
وفي السينوغرافيا وإدارة الإنتاج: عبد اللطيف معروف، الموسيقى والألحان: محمد عزام، تصميم الملابس: سناء شدال، المحافظة العامة: سميرة العامري، تقني الخشبة والإكسسوارات: عزوز منهمك، الإنارة والصوتيات: بدر الدين فنيش، التنسيق والعلاقات العامة: أشرف كدكاد، الإعلام والتواصل: الطاهر الطويل.
يقول محمد الجم في تقديمه لهذا النص: “مسرحية المعادن عمل كتب له أن يولد في بداية السبعينات، حيث عُرض في إطار المهرجان الوطني لمسرح الهواة من طرف فرقة النادي الأدبي بسلا، وقد نال حقه من الإعجاب والإطناب، سواء من طرف الجمهور أو المسرحيين المتبارين.”
ويضيف موضحا “كتابة هذه المسرحية تختلف تماما عن كتاباتي الحالية، حيث كنت في تلك الفترة أتعامل مع المسرح الهاوي، وكنت دائما أحرص على أن أكون في مستوى ما يروج من كتابات يطبعها التجريب المبني على الخلق والإبداع المتميز كتابة وإخراجا وتحليلا. وقد تأتى لي ذلك في مسرحية “المعادن” بخصوصية موضوعها الذي حاولت أن أطرح فيه مشكلة الصراع الطبقي بكل تجلياته وتناقضاته، بما فيها الفوارق الاجتماعية تيسيرا وتعسيرا، تكبيرا وتحقيرا، تنويرا وتدجينا. هذه التركيبة المسرحية وظفت في أربعة معادن طبقية معروفة على مقاس المجتمع: قصدير وحديد ونحاس وذهب.”
وينبني التصور السينوغرافي لمسرحية “المعادن” على خلق تناغم مع مكونات العرض، بحيث تم الاعتماد على إطارات تفصح باللون والشكل على انتماء كل شخصية وتلويناتها النفسية، خدمة لدينامية تجعل الأشكال المعتمدة، من خلال الحركة والتشكيل، فسيفساء حبلى بالدلالات المتعددة والهادفة.
طنجة الأدبية