صدر حديثاً عن “مركز دراسات الوحدة العربية” في بيروت كتاب “ابن خلدون: سيرة فكرية” للباحث روبرت إرون.
ويتحدث الكتاب الذي نقله إلى العربية عبد الله مجير العمري عن ابن خلدون الذي “عاش في عالم فتك به الطاعون، حيث تبوَّأ عدداً من المناصب في البلاط الإسلامي المضطرب في شمال أفريقيا وإسبانيا المسلمة (الأندلس)، فأصبح لاعباً سياسياً رئيسياً، وأستاذاً ومؤلفاً”.
ووفق بيان للناشر فإن الباحث إرون “يبين كيف تلُائم حياة ابن خلدون وفكره السياق التاريخي والفكري، بما في ذلك علم الكلام الإسلامي في العصور الوسطى، والفلسفة، والسياسة، والأدب، والاقتصاد، والقانون، والحياة القبلية، عبر دراسته العميقة للمقدمة، وهي تحليل مدهش وأصيل لقوانين التاريخ، وأفاد من عدة مصادر معاصرة أخرى في بحثه. ولمّا بدا أن أفكار ابن خلدون استبقت التطورات التي حدثت في عدة مجالات، فقد عد رجلاً عصرياً أكثر من كونه رجلاً من العصور الوسطى”.
وأضاف الناشر: “تُعطينا رواية إرون لقراءات خاطئة كهذه تبصرات جديدة في تاريخ الاستشراق. فيقدم إرون ابن خلدون كنتاجٍ لعصره – خلافاً للصورة المعروفة عنه – فهو متصوِّف ورع، وكان شغوفاً بالعلوم السرية والمستقبلية، وعاش في عالم غريب نوعاً ما، يختلف كثيراً عن عالمنا”.
ويُعطينا روبرت إرون في هذه الدراسة المتميِّزة، رواية جذابة وموثوقاً فيها لحياة ابن خلدون وزمنه وكتاباته وأفكاره غير العادية.
يذكر أن ابن خلدون (1406-1332) يعد من أعظم مفكر ظهر في العالم العربي، فهو عبقري يصنف كأحد العقول اللامعة في العالم. غير أن مؤلف المقدمة، أهم دراسة في التاريخ أُلفت في العالم الإسلامي، ليس معروفاً كما ينبغي له أن يعرف، وقد أُسيء فهم أفكاره على نحو واسع.
أما روبرت إرون فهو باحث مشارك في كليّة الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، ومُحاضر سابق في جامعة “سانت أندروز” في اسكتلندا.
من مؤلّفاته كتاب “المعرفة الخطيرة: الاستشراق وسخطه”؛ و”مذكرات درويش: الصوفيون والمتصوّفون وحقبة الستينيات”، إضافة إلى 7 روايات.
طنجة الأدبية-وكالات