تشهد شوارع العاصمة الإسبانية مدريد حلقات “موسيقى إعادة التدوير” تعزفها أوركسترا على آلات موسيقية مصنوعة من نفايات مُعاد تدويرها.
وتتألف هذه الأوركسترا من أطفال يعانون من التهميش الاجتماعي بسبب انتمائهم للطبقة الفقيرة.
وتعزف الألحان الموسيقية بتناسق تام بين الآلات، ومنها مثلًا كمان مصنوع من عبوات المشروبات، ولوح تزلج تحوَّل إلى جيتار، وطبلة صنعت من براميل بلاستيكية.
و”موسيقى إعادة التدوير”، هو مشروع يهدف إلى إعطاء “فرصة ثانية” سواء للنفايات، أو للأولاد المعوزين في العاصمة الإسبانية.
ونقلًا عن وكالة “فرانس برس”، تقول عازفة الكمان الرئيسية في الفرقة، كريستينا فاسكيز (18 عاماً) ذات الأصول الغجرية “عشت في حي فقير، وانضمامي إلى الأوركسترا أتاح لي الانفتاح على العالم. فقبل ذلك لم أخرج قط من الحي الذي أعيش فيه، ولم أذهب يوماً إلى وسط مدريد”.
هذا المشروع الاجتماعي الذي أنشأته منظمة “ايكويمبس” البيئية غير الحكومية، مستوحى من عمل أوركسترا “كاتورا” في الباراغواي.
ويصنع الأولاد الفقراء الذين ينتمون إلى هذه الاوركسترا آلات الموسيقية باستخدام القمامة التي تُجمَع من مكب النفايات الذي يعيشون بجواره، وقد أقامت هذه الفرقة حفلات موسيقية في جميع أنحاء العالم ومنها مدريد.
واستطاعت الأوركسترا الإسبانية إقامة حفلتها الموسيقية الأولى بعد 4 أشهر فقط من تأسيسها، بينما “لم يكن في وسع الأولاد وقتها أن يعزفوا أكثر من 4 نوتات على التوالي”، بحسب مدير المشروع فيكتور جيل.
أما اليوم، فحصل 4 من أعضاء الأوركسترا الشباب “على منح دراسية في مدارس موسيقية رسمية وفي معاهد موسيقية عامة”، بعدما قدّمت الفرقة حفلات في مدن إسبانية عدة.