وفي كلمة له بالمناسبة، قال السيد بنسعيد أن هذه الدورة تأتي في ظرفية استثنائية مازالت ترخي بظلالها على مختلف مناحي الحياة العامة، وعلى القطاع الثقافي على وجه الخصوص، لذلك يضيف بنسعيد فإن اختيار تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية كموضوع لمؤتمرنا يأتي ليجسد الأهمية التي يتم إيلائها للثقافة باعتبارها عنصرا أساسيا في ترسيخ قيم المحبة و الإخاء وتعزيز التقارب بين بلدان وشعوب الوطن العربي وكذا ليترجم الإسهامات القوية للثقافة في جهود التنمية
ونوه المسؤول الحكومي بقيمة الوثيقة المرجعية التي أنجزها الخبراء حول مراجعة الخطة الشاملة والتي تضمنت أجوبة لعدد من القضايا والمواضيع التي تستأثر بالاهتمام وتحظى براهنية كبرى
وأكد بنسعيد حرص المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، على الانخراط في صلب العمل العربي المشترك سواء من داخل جامعة الدول العربية أو من خلال أجهزة الألكسو، والذي تجسد بالأساس في تفعيل مختلف الخطط والاستراتيجيات الثقافية العربية، وتنفيذ مضامين العقد العربي للحق الثقافي 2018-2027، وإعمال التوصيات الصادرة عن مختلف المؤتمرات والندوات ذات الصلة بمجالات الثقافة والفنون والتراث. مذكرا بفعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018 التي جسدت إحدى معاني العمل الثقافي العربي المشترك، وما رافق فعاليتها من نجاح باهر على مختلف المستويات والأصعدة
“وفي إطار العمل الثقافي العربي المشترك دائما، قطعت المملكة المغربية أشواطا هامة في وضع الثقافة ضمن أولويات التنمية الشاملة وفي ترسيم التعدد اللغوي والتنوع الثقافي للهوية المغربية ضمن دستور 2011، وإدراج المكون الثقافي كمحور أساسي ضمن النموذج التنموي الجديد للمملكة، والتنصيص عليه ضمن البرنامج الحكومي 2021-2026” يقول الوزير المغربي والذي يضيف بأن المملكة المغربية كما حققت تراكمات هامة في مجال التعميم الترابي للبنيات والمؤسسات الثقافية والفنية، ودعم الصناعات الثقافية، وصيانة وتثمين الموروث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، فضلا عن اعتماد مخطط للإقلاع الثقافي يروم تجاوز الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19
من جهة أخرى، قال محمد المهدي بنسعيد أن المملكة المغربية قد تقدمت بطلب إلى منظمة الألكسو في شأن إعداد ملف عربي مشترك حول “العمارة الطينية” وتقديمه لليونسكو للتسجيل على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وذلك في إطار خارطة الطريق للخمس سنوات المقبلة التي اعتمدتها منظمة الألكسو مشكورة لإعداد الملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث الثقافي غير المادي في قائمة اليونسكو، متطلعا إلى عم وتحسيس الخبراء التابعين لمختلف الدول المشاركة من أجل الانخراط في هذا المشروع الهام الذي يجسد