اشترت الدولة الفرنسية، أول يوم الأربعاء 8 ديسمبر، لحساب “المكتبة الوطنية الفرنسية” مخطوطة مسرحية “جرمينال” لإميل زولا، وهي عبارة عن نص مقتبس للمسرح من روايته الشهيرة وتعتبر “آخر مخطوطة كبيرة لإميل زولا لا تزال بأيدي جهات خاصة”.
وكتبت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو عبر حسابها على موقع “تويتر” أنّ المكتبة الوطنية اشترت بطلبٍ منها “مخطوطة الاقتباس المسرحي لرواية إميل زولا (جرمينال)”، مشيرة إلى أن هذه المخطوطة التي لم يتضح مسارها “تكمل المجموعة المميزة المخصصة للمؤلف لدى المكتبة الوطنية، وتدخل تالياً ضمن المجموعات الوطنية”.
وقدّم مجلس التعاون بين بلديات منطقة بورت دو إينو شمال البلاد خلال مزاد دار “سوذبيز” في باريس العرض الأعلى البالغ 138,600 يورو للاستحواذ على هذه المخطوطة التي كانت قيمتها مقدّرة بسعر يراوح بين 100 ألف يورو و150 ألفاً.
وتشكّل هذه المنطقة جزءاً أساسياً من الرواية، إذ أنّ زولا دوّن ملاحظاته الثمينة لدى نزوله عام 1884 م إلى قاع منجم رونار الواقع في دونان، كبرى مدنها.
وبما أن القانون يعطي الأولوية للدولة التي استخدمت حق الشفعة بعد إغلاق المزاد، ستدفع الدولة الفرنسية مبلغاً يساوي قيمة أعلى عرض.
وأعلن رئيس مجلس التعاون بين البلديات، إيمريك روبان، في بيان أنّ “جرمينال” باتت من الآن فصاعداً “ملك الجميع”، فيما رحّب في تصريح لوكالة “فرانس برس” بإقامة معرض في المنطقة للمخطوطة التي تتكون من 454 صفحة كتبها زولا بين عامي 1885 و 1888 لتحويل روايته المنشورة عام 1885 إلى مسرحية.
ونقل البيان عن رئيسة المكتبة الوطنية الفرنسية، لورانس إنجل، إشارتها إلى أنّ مخطوطة الاقتباس المسرحي “تنضم إلى مخطوطة الرواية نفسها وعلى نطاق أوسع إلى كل مخطوطات الكاتب المحفوظة في المكتبة، موفّرة إضاءة جديدة على أحد أكثر الأعمال رمزية في الأدب الفرنسي”.
وكان زولا يرى أنّ روايته الناجحة عن ثورة عمّال مناجم الفحم في شمال فرنسا في ستينيات القرن الــ 19، يمكن أن تقتبس إلى مسرحية تكفل وصولها إلى جمهور أكبر. لكنّ هيئات الرقابة رفضت النسخة الأولى من الاقتباس المسرحي إذ رأت فيها منحى تخريبياً، فاضطر إلى كتابة نسخة ثانية اقتطع منها مقاطع كثيرة مما أدى إلى فشلها.
يذكر أن دار “سوذبيز” تكتمت عن إعلان هوية الجهة البائعة نزولًا عند رغبة هذه الأخيرة، وسبق أن نُشرت أجزاء من نص المسرحية في طبعة نقدية سرية في كندا عام 1989.
طنجة الأدبية-وكالات