أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة حديثاً، كتاب “المشروع الوطني الفلسطيني: تطوره ومأزقه ومصائره” للمؤرخ ماهر الشريف.
يطرح الكتاب سؤالاً جوهرياً حول العوامل التي حالت دون نجاح الحركة الوطنية الفلسطينية في تحقيق أهداف مشروعها والتي أدت بالتالي إلى وصول هذا المشروع إلى مأزقه الراهن؛ بداية من تبلور المشروع الوطني الفلسطيني عقب مرحلة من التخبط السياسي في عهد الانتداب البريطاني، مع ولادة حركة فتح في أواخر خمسينيات القرن العشرين.
وانتقل المشروع عبر تطوره، من مشروع تركز على تحقيق هدفي التحرير والعودة، إلى مشروع تركز، في المقام الأول، على تحقيق هدف الاستقلال في إطار دولة فلسطينية تحددت حدودها في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، ثم إلى مشروع راهن على أن تقوم هذه الدولة بعد مرحلة انتقالية من الحكم الذاتي، وهو الرهان الذي خاب وولد المأزق الراهن الذي يواجهه هذا المشروع اليوم، وأثار سجالات غنية بشأن سبل الخروج من هذا المأزق.
ويستعرض الفصل الثالث مشروع حركة “فتح” الوطني وميثاق منظمة التحرير القومي، وينتقل عبر الفصل الرابع لمشروع التحرير والعودة عقب هزيمة حزيران/يونيو 1967.
أما الفصل الخامس فيجسد الانتقال من مشروع التحرير إلى مشروع الاستقلال. وفي الفصل السادس حديث عن الرهان على “الخيار الأردني” وسقوطه، وفي الفصل السابع عرض لمرحلة من “إعلان الاستقلال” إلى “إعلان المبادئ”.
أما الفصل الثامن فجاء عن إخفاق مشروع تحول الحكم الذاتي إلى دولة مستقلة وانقسام النظام السياسي الفلسطيني.
وفي الفصل التاسع والأخير استعراض لمأزق المشروع الوطني الفلسطيني وسبل الخروج منه. ويستند الشريف في ذلك التتبع إلى منهج ينطلق من فكرة رئيسية فحواها أن الأفكار هي نتاج الأوضاع التاريخية لزمنها، ويقوم بالتالي بعرض الأفكار وتحليلها ضمن سياقاتها المحلية والإقليمية والدولية.
ويعتبر الكتاب إضافة أخرى يقدمها المؤرخ ماهر الشريف إلى جانب إسهاماته الأخرى في حقل تاريخ الفكر السياسي الفلسطيني، فصدر له سابقاً “البحث عن كيان: دراسة في الفكر السياسي الفلسطيني 1908-1993″، و”المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة 1908-1948″ و”قرن على الصراع العربي-الصهيوني: هل هناك أفق سلام؟” و”تاريخ الفلسطينيين وحركتهم الوطنية” بالاشتراك مع عصام نصار. ويشغل الشريف منصب رئيس وحدة الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ويعمل كباحث مشارك في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت.