بمبادرة من النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ودار “مزاد وفن” بطنجة، سيتم تنظيم مزاد علني للوحات التشكيلية يوم 29 نوفمبر 2021، يعود ريعه لفائدة وكالة بيت مال القدس الشريف، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
واستجاب أزيد من مائة فنان وفنانة لهذه المبادرة التضامنية، التي تُجسد وعي النخبة المغربية بالقيم الفُضلى للفنون بأنواعها ويحمل لواءها الفنانون لتعزيز قيم السلام والتعايش التي ترمز إليها مدينة القدس باعتبارها مدينة جامعة لأتباع الديانات السماوية الثلاث.
يؤطر هذه العملية بروتوكول تعاون وُقع بين الوكالة والنقابة ودار “مزاد وفن” بطنجة يوم الأربعاء 9 يونيو 2021، وحدد واجبات الأطراف والتزاماتها لتأمين الظروف المُثلى لإنجاحها، بما يُحقق الأهداف النبيلة المنتظرة، وذلك بما يتلاءم مع المعايير المعمول بها في هذا المجال.
وتحضيرا لهذا المزاد، تُتيح الوكالة وشركاؤها للمهتمين والراغبين في اقتناء اللوحات، أفرادا ومؤسسات، إمكانية معاينة اللوحات الفنية في معرض يُنظم على مدى شهر كامل في بهو المعارض بمقرها في الرباط (شارع التين، حي الرياض) تحت عُنوان: “قِطافُ الأهِلَّة”، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 28 أكتوبر و 28 نوفمبر 2021.
ويأتي انخراط النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ودار “مزاد وفن” بطنجة في دعم وكالة بيت مال القدس الشريف، من منطلق إيمانهما العميق بالدور الذي تضطلع به هذه المؤسسة في حماية القدس ودعم موروثها الحضاري الإنساني من مبدأ التسامح الذي يقود إلى بناء جسور المحبة والتفاهم بين سكان المدينة المقدسة، بكافة فئاتهم واتجاهاتهم ومشاربهم.
ويكفي أن تتأسس رؤية الوكالة على توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لتمنحها المصداقية والجدية في عملها لتجسيد الرؤية الملكية المستنيرة التي تقوم على الواقعية في القول والعمل، من خلال قيادة جلالته لمسارين متوازيين، متكاملين، بين العمل السياسي والقانوني، والعمل الاجتماعي الميداني.
من هُنا تأتي حكمة إشاعة الفضائل المُثلى، كما أكدت عليها وثيقة “نداء القدس”، التي وقعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، مع قداسة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس يوم 30 مارس 2019، ونصت على أهمية المحافظة على الوضع القانوني للمدينة برمزيتها الدينية والحضارية.
لذلك يكون دعم الثقافة والفنون وأصحابها في كل زمان ومكان، من القطاعات التي يتعين إيلاءها العناية المُستحقة، لأن الثقافة لم تعُد ترفا، أو مُكملا لشروط الحياة الرغيدة، بل تُعد رافعة أساسية من رافعات التنمية، بها تتقدم الشعوب أو تتقهقر.
وفي هذا الشأن، تُرحب النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين بإحداث المركز الثقافي المغربي – بيت المغرب في القدس، وتعتبره إنجازا مُهما، يعزز الحضور المغربي في القدس، الذي يحمل قيم هذا البلد الضاربة جذوره في أعماق التاريخ.
وهي تعتبر أن هذا الانجاز يكرس النموذج المغربي الأصيل في التضامن المبدئي والثابت مع الحق ومع أهله في القدس وفي باقي التراب الفلسطيني، وهو التضامن الذي تؤرخ له المخطوطات والكتب وتدل عليه الشواهد المنتشرة في كل مكان من أرض فلسطين المباركة.
لذلك لا تصمد الأساطير التي يبنى عليها البعض أمجادا من ورق، وتسقط الادعاءات أمام واقع امتزجت فيه دماء المغاربة الزكية مع أشقائهم الفلسطينيين في الماضي، وما يزالون على عهد التضامن بما يقدمونه اليوم من دعم كريم وموصول لهذا الشعب الأبي.
وتكفي الإشارة إلى مساهمة المملكة المغربية في بيت مال القدس، التي تتعدى 86 في المائة من مساهمات الدول، مدعومة بمساهمات الأفراد عبر تبرعات منتظمة، سيعززها، بحول الله، عائد هذا المزاد العلني، الذي ستُخصصه الوكالة لدعم قطاع الثقافة والفنون وتمويل البحوث والإصدارات.
لذلك تهيب وكالة بيت مال القدس و النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين بأريحية المهتمين، أفرادا ومؤسسات، بالمبادرة إلى اقتناء اللوحات الفنية، التي تبرع بها أصحابها لهذا المزاد، وذلك لدعم جهود الوكالة في مسيرتها التضامنية المتواصلة مع القدس ومع أهلها المرابطين.
طنجة الأدبية