” الرجل الأعمي الذي لايرغب في مشاهدة تيتانيك” فيلم للسينفيليين
لايمكن لسينفيلي سوى أن يحب فيلم ” الرجل الأعمى الذي لايرغب في مشاهدة تيتانيك”، لسبب بسيط أن شخصيته الرئيسية سينفيلي حتى النخاع، إذ رغم أن جاكو فقد نظره بالتدريج ولم يعد قادرا على الوقوف على رجليه نتيجة مرض عضال ألم به إلا أنه مازال يستشهد بأفلام شاهدها وظلت عالقة بذاكرته هو السينفيلي المتحمس حد العشق لأفلام ديفيد كروننبرغ، خصوصا تلك التي أخرجها قبل مطلع التسعينيات.
يقع جاكو في حب امرأة مصابة بالسرطان ولم يعد لها أمل في الحياة طويلا، وبعد تدهور حالتها يقرر السفر إليها في مدينة أخرى حيث تسكن، رغم صعوبة سفره وحيدا وبدون مرافق، وفي مسار هذه الرحلة تقع له مشاكل قبل أن يلتقيها ويهديها “سيديها” لفيلم تيتانيك مازال في غلافه لأنه قرر أن يدعه ضمن مكتبته السينمائية التي تركها كما كانت عليه قبل أن يفقد البصر، وأصر على عدم مشاهدته لكونه فيلما لمخرج جيد لكن الكل أقبل عليه وشهد نجاحا جماهيريا وهو لايعشق هاته النوعية من الأفلام عكس حبيبته التي تجد فيلم تيتانيك من أهم الأفلام التي تعشقها، وفي حوار جميل بينهما عبر الهاتف يسألها : “ماذا تفضلين أن تكوني، روز أم جاك”، فتجيبه : “أفضل أن أكون جبل الجليد لكني للأسف أشبه سفينية تيتانيك التي ترى الجبل يقترب منها تدريجيا”.
اختار المخرج الفينلندي تيمو نيكي أن يركز في فيلمه على الشخصية الرئيسة التي لاترى وعلى تعابير وجهه، فيما تبدو الخلفية وراءه أو أمامه وكل الشخصيات الأخرى مضببة لا نتبين ملامحها وكأنه يريدنا أن نتقمص حالة الأعمى الذي لايرى ما يحيط به، لكنه وفي حركة جد فنية قرر في الختام وحين لقاء الحبيبن وحينما يطلب جاكو الأعمى من حبيبته أن يرى وجهها بيديه أن تظهر لنا الحبيبة بملامحها واضحة لأن حبيبها الأعمى رآها بقلبه ونحن نشهاهدها معه. وحتى جينريك البداية والنهاية كُتِبَ بلغة بريل فيما كان صوت نسوي يردد أسماء الممثلين والفريق التقني تباعا.
“الرجل الأعمى الذي لايرغب في مشاهدة تيتانيك” فيلم مختلف بكل مافي الكلمة من معنى ويجعل للفرجة في قاعة سينمائية معناها الجميل، هو ومثله من الأفلام المختارة بعناية تامة في مهرجان الجونة السينمائي.
عبد الكريم واكريم-الجونة