صدر حديثاً عن “دار الرافدين” كتاب “أيام القراءة” للأديب الفرنسي مارسيل بروست في طبعة أنيقة وترجمة دقيقة للشاعرة اللبنانية زهرة مروّة.
في هذا الكتاب يروي صاحب “بحثاً عن الزمن المفقود” – الذي صدرت ترجمته الكاملة في ستة أجزاء عن “دار الجمل” – تفاصيل ممتعة عن شغفه المبكر بالقراءة ودورها في صقل موهبته الأدبية. ومن ثم يشرح مفهومه عن فن القراءة وأنها ليست هروباً من الواقع كما يتصوّرها البعض، ولا هي ابتعاد عن المكان والزمان بقدر ما هي تأكيد على الالتصاق بهما، لا بل استحضار الماضي إلى قلب الحاضر حيث تتداخل الأزمنة والأمكنة من دون أن يحلّ أحدها مكان الآخر.
تجدر الإشارة إلى أن “أيام القراءة” هو في الأصل مقدمة مسهبة لكتاب الأديب الإنكليزي جون روسكين “سِمسِم والزنابق”، الذي يبسط فيه آراءه في القراءة من خلال مؤلفات كبار الكتاب الكلاسيكيين. وهي آراء يعارضها ويفنّدها بروست، على الرغم من أعجابه و تأثره بروسكين (1819 – 1900).
فهو يرى آن آراء روسكين تتوافق مع رأي ديكارت القائل بأن “قراءة كل الكتب الجيدة هي بمثابة حوار مع الناس الأكثر صدقاً في القرون الماضية”.
وفيما يحثّ روسكين على القراءة الجماعية في المكتبات العامة، يرى بروست أن القراءة فعل فردي وهي تقف
على عتبة الحياة الروحية لكنها لا تشكلها. قراءة “أيام القراءة” متعة مستعادة.
طنجة الأدبية-وكالات