الموت يخطف منا الشاعر والقاص والإعلامي المهدي حاضي الحمياني، دون أن يعطينا فرصة لتوديعه وداعا أخيرا، وبذلك يترجل شاعر آخر عن صهوة القصيدة يوم 6 غشت2021م، بعد مرض لم ينفع معه علاج. وبرحيل الأديب والإعلامي المهدي حاضي الحمياني، تكون الساحة الأدبية والثقافية المغربية والعربية قد فقدت علما من أعلامها، والمهدي رحمه الله الذي عرف بين الناس قيد حياته بالشاعر، كان أيضا قاصا وروائيا وإعلاميا وكاتب مقال من الدرجة الرفيعة، وهو بالإضافة إلى ذلك كله أحد أبناء مدينة فاس البررة والمخلصين، أخلص لها قيد حياته كما أخلص للقصة والقصيدة، وفوق ذلك كله هو أحد نبلاء فاس، عرف بأخلاقه وتواضعه بين كل من عرفه، بشوشا ودودا خدوما متخلقا، كما عرف بكرمه المعرفي لكل سائل عن المعرفة، ولم يثبت أن بخل على أحد من السائلين عنها.
والمهدي رحمه الله هو واحد من القلائل الذين اجتمعت على رحيله كلمة سواء، أحبه الناس في حياته، وحزنوا لفراقه بصدق وترحموا عليه ميتا، وكم كان يعجبني أن أسمع منه إدريس “حافية” رحمه الله. مولاي المهدي، كما كان يحلو أن أناديه قيد حياته، هو الوحيد الذي كان يسهل عليّ العثور عليه قصد مجالسته في مقهى “زنزبار” عشقه القديم أو في مقهى “لاكوميدي” الثقافي والفني.
المهدي من مواليد فاس سنة 1951، تابع دراسته الجامعية بكلية الحقوق قبل أن يعين مدرسا، ثم موظفا بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بفاس، حيث قضى بها مدة ليست بالقصيرة، إلى أن تقاعد عن العمل وتفرغ للكتابة. التحق المهدي حاضي باتحاد كتاب المغرب عام 1973، وظل يشغل رئيسا لفرع فاس المحلي، كما شغل رئيس جمعية الطليعة للمسرح. وقد ترك الراحل أعمالا وإصدارات أدبية عديدة تتوزع بين القصة القصيرة، والشعر، والرواية، نشر جزءا منها في جرائد وطنية ممثل: العلم، الاتحاد الاشتراكي، صدى فاس، ومجلات عربية ومنابر إعلامية أخرى.
رحم الله الفقيد الأديب والإعلامي مهدي حاضي الحمياني وأسكنه فسيح جنانه.
بقلم: إدريس الواغيش