عن منشورات باب الحكمة، صدر للباحث أحمد مكاوي كتاب “رحلات مغربية إلى أقطار إسلامية وعربية”، وهو يضم خمس دراسات حول رحلات جرت وقائعها على مدى خمسة عقود، ما بين 1928 و1979.
يتنوع المتن الرحلي المدروس ما بين رحلات حجية وأخرى دبلوماسية وتجارية وسياحية وثقافية… وقد انطلق المؤلف في دراسة الرحلات المغربية إلى تركيا، منذ الرحلتين السفاريتين الرائدتين لعلي بن محمد التمكروتي ومحمد ابن عثمان المكناسي. وبعدها، شرع المؤلف في عرض وتقديم المتون الرحلية المشمولة بالبحث، منذ رحلة الصقلي، في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، ورحلات بنونة والسلوي والهواري والقادري والجراري والتازي ومعنينو…
وإذا كانت بعض الرحلات مثل الحجية أو السفارية إلى تركيا، ضاربة جذورها في تاريخ المغرب، فإن رحلات إلى أقطار أخرى مثل إيران والكويت تبدو جديدة كل الجدة، وهذا ما يضفي عليها قدرا كبيرا من الأهمية، يؤكد أحمد مكاوي. هذا بينما عبرت الرحلات الأخرى في هذه الدراسة أقطارا عربية كثيرة، من تونس إلى ليبيا فمصر، ومن لبنان إلى سوريا فالعراق.
ويقدم لنا المؤلف مدونة رحلية بالغة الثراء والتنوع، إذ نحن بصدد مستويات متعددة، ارتباطا كذلك بنوعية المتون الرحلية. فبعضها، يقول المؤلف، ورد في رسائل، ومذكرات وسير وبعضها الآخر في رحلات مستقلة بذاتها… وهي كلها رحلات تؤكد الصلات الوثيقة للمغرب بهذه الأقطار العربية والإسلامية في فجر تاريخ العرب الحديث. وقد تضمنت هذه الرحلات، فضلا عن مشاهدات في الأقطار المزارة وانطباعات عنها، إفادات بالغة الأهمية عن المغرب نفسه منذ مطالع القرن العشرين.
طنجة الأدبية