سيكرس المهرجان برنامجًا خاصًا ومعرضًا استعاديًا للاحتفاء بحياة وأعمال المخرج الراحل
يواصل مهرجان الجونة السينمائي الاحتفاء بالأيقونات السينمائية الخالدة، هؤلاء الذين تركوا بصماتهم في مجال السينما العالمية. هذا العام، يتذكر المهرجان المخرج البولندي الراحل كريستوف كيشلوفسكي بمناسبة حلول الذكرى الـ25 لوفاته من خلال تكريس قسم العروض الخاصة لعرض أشهر أفلامه، كما سيقيم المهرجان معرضًا استعاديًا للاحتفاء بحياته وأعماله.
علق انتشال التميمي مدير المهرجان قائلًا: “لطالما كان من صميم مهمتنا أن نلتزم بتكريم ماضي الفن السينمائي العالمي من خلال تكريس برنامجنا الاستعادي لتذكر أساتذة السينما العظماء. هذا العام، نشيد بعبقرية كيشلوفسكي السينمائية، فهو مخرج سينمائي ذو رؤية مميزة، تمكن من التعبير عن مفاهيم فكرية هامة بطريقة فنية فريدة من نوعها، ووضع نفسه كواحد من أقوى الأصوات في السينما البولندية”.
أضاف أمير رمسيس المدير الفني: “إن تذكر كيشلوفسكي بعد 25 عامًا، هو تكريم للفنان الذي ألهم أجيالا من صانعي الأفلام إضافة إلى تذكر أعماله الخالدة. من خلال أفلامه، اخترع لغة سينمائية جديدة وعلمنا كيف يمكن للسينما أن تتحدث من خلال الصورة واللون والموسيقى”.
سيعرض المهرجان فيلم “الحياة المزدوجة لفيرونيك” (1991)، الفائز بجائزة لجنة التحكيم المسكونية وجائزة فيبريسي في مهرجان كان السينمائي عام 1991، وجائزة أفضل ممثلة لإيرين جاكوب. يتتبع الفيلم قصتين متوازيتين لإمرأتين متطابقتين: واحدة تعيش في بولندا والأخرى في فرنسا، وبرغم عدم معرفتهن ببعض فإن حياتهن مرتبطتين بشكل وثيق.
إضافة إلى ذلك، سيعرض المهرجان ثلاثية الألوان (1993، 1994)، وهو عنوان جماعي لثلاثة أفلام تحمل أسماء “أزرق” و”أبيض” و”أحمر” وهي ألوان العلم الفرنسي. تستند قصة كل فيلم بشكل فضفاض إلى أحد المُثُل السياسية الثلاثة في شعار الجمهورية الفرنسية: الحرية والمساواة والإخاء. تلقت الأفلام الثلاثة إشادة عالمية عند طرحها، إذ فاز “أزرق” بجائزة الأسد الذهبي وكأس فولبي لأفضل ممثلة لجولييت بينوش في مهرجان فينيسيا السينمائي، إضافة إلى ثلاث جوائز سيزار لأفضل صوت وأفضل مونتاج وأفضل ممثلة لبينوش. حصل “أبيض” على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي عام 1994، ورُشح “أحمر” لثلاث جوائز أوسكار، بما في ذلك أفضل مخرج لكيشلوفسكي، وأفضل تصوير سينمائي وأفضل سيناريو أصلي، وثلاث جوائز بافتا لأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي وأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، إضافة إلى ترشحه لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في جوائز الجولدن جلوب.
كما يعرض المهرجان “فيلم قصير عن القتل” (1988) ، الذي يتعرض لتداخل مسارات شاب على وشك ممارسة المحاماة مع سائق سيارة أجرة وشاب طائش. فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم وجائزة فيبريسي في مهرجان كان السينمائي عام 1988، إضافة إلى جائزة الفيلم الأوروبي لأفضل فيلم.
ولد كيشلوفسكي عام 1941 في بولندا، وبدأ مسيرته مخرجًا للأفلام الوثائقية. حصل لأول مرة على اهتمام المجتمع السينمائي الدولي عام 1979 بصدور فيلمه الروائي الطويل “كاميرا بوف”. عام 1988، بدأ كيشلوفسكي العمل على سلسلة أفلام تلفزيونية مكونة من عشر أجزاء “العشارية” بالتعاون مع مجموعة من المستأجرين في مشروع سكني في وارسو، كل جزء في السلسلة يتعرض لواحدة من الوصايا العشر. في وقت لاحق، حول جزئين من السلسلة التي حظت بإشادة نقدية إلى أفلام روائية طويلة: “فيلم قصير عن الحب” و”فيلم قصير عن القتل”، لفتت تلك الأعمال أنظار المشهد السينمائي العالمي، والذي تصدره في وقت لاحق مع طرح “الحياة المزدوجة لفيرونيك”، بينما تعتبر ثلاثية الألوان أكثر أعماله شهرة ونيلًا للاحتفاء النقدي أيضًا.
مهرجان الجونة السينمائي:
واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة الجونة السينمائية.
الأدبية