القضية الفلسطينية، استعادات إميل حبيبي وفاروق عبدالقادر ويحي حقي، وراهن الرواية العربية
النقد الثقافي وأدب الرحلة وإشكالية العلمانية
يهتم العدد الجديد من (الكلمة)، التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ، العدد 170 لشهر يونيو 2021 بثلاث محاور: أولها بطبيعة الحال ما شهدته الساحة الفلسطينية في الشهر الماضي من أحداث ساهمت في عودة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام، لا في عالمنا العربي وحده، وإنما في العالم الواسع الذي بدأ يزيح عن وعيه أكاذيب دولة الاستيطان الصهيوني، وما فرضته على العالم من رواية مزوّرة للتاريخ، ويكتشف حقيقتها كدولة استعمار استيطاني تمارس سياسات العزل العنصري والتطهير العرقي بأبشع أشكاله. وقد استأثر هذا المحور بعدد من المقالات الكاشفة عن تلك التحولات، مثل دراسة خيري الذهبي عن تاريخ الاستيطان الغربي في الشرق، والتي تشير إلى حتمية فناء هذا الكيان الاستيطاني البغيض، وهو ما ترجع أصداءه مراجعة كتاب لأحد باحثي الكيان الصهيوني يؤكد فيه أنه لا مستقبل لهذا المشروع العنصري، وصولا إلى يوميات جبرتي القضية الفلسطينية، مصطفى يوسف اللداوي، الذي أخذ على عاتقه تأريخ ما يدور على ساحتها بشكل شبه يومي.
أما المحور الثاني فهو محور الاستعادات، وإرهاف الذاكرة الثقافية والتاريخية، وإعادة تمحيص القيم والمكانات التي يتعزز بها العقل النقدي. حيث يستعيد نبيه القاسم ذكرى الكاتب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي بمناسبة مرور ربع قرن على رحيله من خلال إعادة نظر نقدية في أبرز رواياته. ويستعيد محرر الكلمة ذكرى رفيق دربه النقدي فاروق عبدالقادر الذي رحل هو الآخر كإميل حبيبي في مثل هذا الشهر، لأهمية ما يمثله كل منهما من مواقف وقيم. كما يستعيد عاطف سليمان ألق وتميز أحد أبرز كتاب القصة القصيرة في جيل الستينيات، الذي رحل دون أن ينال حقه من التقدير والاهتمام. كما يعود بنا صلاح معاطي إلى أحد الجوانب المنسية من ميراث يحيى حقي العظيم، وهو مقدماته لمجلة (المجلة) ودوره المغيّر فيها. ويمكن أن نضيف لهذا المحور نعي الكاتب الهندي لأحد أبرز أعلام الدراسات الإسلامية في الهند وهو وحيد الدين خان الذي تحتاج الدراسات الاسلامية إلى الاهتمام به، بدلا من اهتمامها بمؤسسي التطرف والتكفير مثل أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي.
بينما يركز المحور الثالث على راهن الرواية العربية: ففضلا عن العودة لنشر رواية جديدة كاملة في هذا العدد، هناك أكثر من فصل من روايات، كما هو الحال مع فصل المهرجان لنبيل سليمان، وأكثر من دراسة عن الرواية العربية في المغرب حيث يكشف لنا الكبير الداديسي عن علاقة كتاب مدينة آسفي بالبحر في مسح لأكثر من عشر روايات. وتقدم لنا هادية الجنادي الجدل بين التاريخ والحاضر في رواية تونسية، بينما يكشف الكاتب الجزائري إبراهيم مشارة عن جدل الفن والواقع في سيرة محمد شكري الروائية، ويتناول ناقد مصري تضافر التاريخ الاجتماعي مع الشخصيات النسائية المتميزة في رواية جوخة الحارثي المهمة، بينما يشتبك ناقد مصري آخر مع أصداء الذاكرة والبنية السردية في رواية الكاتب السوري خليل النعيمي.
وإلى جانب هذه المحاور الثلاثة تطرح المجلة عددا من القضايا الأدبية المهمة: مثل إشكالية العلمانية التي يقدم الكاتب السوداني ترجمة لأحد أبرز المساهمات الألمانية الراهنة فيها، علّها تضيء الطريق أمام الجدل الراهن حول هذه القضية في السودان؛ أو قضية النقد الثقافي عند زيجمونت بومان والتي اعتمد بعض الإسلاميين على أطروحاته؛ أو العودة إلى طبيعة تعاملنا مع الأوبئة من خلال دراسة محمد أبوالغار عن اجتياح الإنفلوانزا الإسبانية لمصر قبل قرن من الزمان، أو الرجوع إلى سندباد عصري لحسين فوزي باعتباره نواة أدب الرحلة العربي المعاصر.
كما نشر العدد رواية كاملة من جديد، جاءت هذه المرة من مصر، وديوان شعر جديد من المغرب، إلى جانب عدد كبير من القصص والنصوص الإبداعية من مختلف أقطار العالم العربي، ومراجعات الكتب العربية منها والمترجمة، وأبواب الكلمة المعهودة من نقد وشعر وشهادات وعلامات ورسائل وتقارير.
لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net
طنجة الأدبية