عن دار الأدهم بالقاهرة صدرت مؤخرا رواية ” مقام السيدة” للكاتب محمد صالح رجب، وتتناول الرواية رحلة صبية مليحة نجت بإعجوبة من قصف إسرائيلي لمنزلهم بالسويس وهاجرت في أعقاب النكسة إلى المنصورة برفقة والدها غير ان الوالد مات وتركها وحيدة تواجه مصيرها.
من أجواء الرواية:
دوت صفارات الإنذار في السويس مؤذنة بغارات جديدة على المدينة، تعالت الأصوات مطالبة بـ ” إطفاء الأنوار” وخرج كثير من الأهالي كعادتهم إلى المخابئ، وبقي من بقي في بيته مذعورا متجنبا النوافذ التي طليت باللون الأزرق تقيدا بالتعليمات. طال الانتظار، أصوات القنابل والمضادات لم تتوقف، كان القصف عشوائيا يطال كل شيء، المنازل، المدارس، محطة السكة الحديد وكل شيء، حين توقف القصف راح الناس يحصون خسائرهم وانتشرت فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض، لم يلتفتوا لبيوت دمرتها الغارات عن بكرة أبيها حيث انعدام فرص الحياة، ثمة مَن هم أولى، غير أن مُسِنَّا استوقفهم، واتجه بهم نحو بيت مُدمر، ويا لغرابة ما وجدوا، إنها أشبه بالمعجزة! أُسْرَة بأكملها قضت مدفونة تحت الأنقاض، وحدها صبية بقيت على قيد الحياة بعد ما شكلت الكتل الخراسانية المنهارة جُدر حماية لها..
طنجة الأدبية