الشاعر والباحث اسماعيل زويريق يقعد لمعجم عربي موحد للألوان
صدر للشاعر والباحث اسماعيل زويريق كتاب “معجم الألوان في لسان العرب” في جزأين هذه السنة، عن مطبعة الوراقة الوطنية في مراكش. الجزء الأول مثن ويقع في 474 صفحة، والجزء الثاني دراسة في 422 صفحة، مع تقديم مرجعي في الجزء الأول من المثن، يؤشر فيه الباحث اسماعيل زويريق الى علاقته بالفن التشكيلي، نقدا وممارسة، وهي من أهم الأسباب التي دفعته الى وضع “معجم عربي للألوان”. ويعترف الباحث أنه “كان يجد صعوبة في اختيار اللفظ الدقيق” وهو يخلط لونا بلون أو يمزج هذا بذاك، وحتى المراجع العربية، على كثرتها، لا تفيد في إيجاد معجم مختص في الألوان.
إصدار الباحث اسماعيل زويريق يأتي لشعور خاص بالحاجة “الى معجم لوني في عصرنا الحاضر”، وأيضا خدمة أخرى مضاعفة للغة العربية، والتي بدأت تعرف برأيه “تحاملا مسعورا”. بالتالي الكتاب سيكون مرجعا أساسيا، للباحثين ولطلبة العلم والتلاميذ ولعموم القراء. وقد خصص الباحث زويريق الجزء الأول، “لما احتوت عليه مجموعة من المعاجم الأساسية في اللغة يتصدرها لسان العرب لا بن منظور، وما يضمه الكثير من المصنفات العربية على سبيل الإشارة”. فيما خصص الباحث اسماعيل زويريق الجزء الثاني، للألوان في الأدب العربي، وهي الدراسة التي أوقفته على كثير من المسائل التي جعلته يضع أمام القارئ والباحث كل ما يتعلق باللون في اللغة.
لقد انشغل الباحث اسماعيل زويريق في إعداد هذا الكتاب في جزأيه، الجمع ما تفرق في المعاجم الأخرى، مما له علاقة بالألوان. ولعل الحاجة الملحة، هي ضرورة أن يكون معجم لوني “في عصرنا الحالي”، يفيد الباحثين والقراء ويستنير من خلاله الفنانين ونقاد الفن وعلم الجمال جميع المختصين من مجالات متعددة. عالم الألوان، “عالم مليء بالعجائب، بتعبير الباحث زويريق، لإنه ينقلنا من عالم ضيق الى عالم رحب لا حدود له، لا يتسع إلا لخيال فنان واع بثقافة اللون ودلالاته في حياتنا”. لعل هذه الحيرة، التي تسكن أي قارئ، أمام بلاغة اللون كما أمام بلاغة الكلمة. ولأن الإنسان العربي، الذي عاش في الصحراء، “قد امتلك حصا بصريا خاصا”.
“معجم الألوان” للشاعر والباحث اسماعيل زويريق، مجهود علمي ونقدي وجمالي مهم، في قدرته على سد خصاص لافت في مكتبتنا العربية، وهي إضافة علمية تسعى أن تكون معجما عربيا موحدا للألوان، ومرجعا لا محيد عنه للباحثين في هذا الباب. يؤشر الباحث زويريق في نهاية الدراسة، الجزء2، أنه سيعود في كتاب قادم الى الألوان في الشعر، وهو ما سيمكن في سد خصاص آخر، بالانتقال من بياض اللوحة الى بياض الديوان.
عبدالحق ميفراني