صدرتْ رواية (أَعْشَقُنِي) للأديبة الأردنيّة سناء الشّعلان باللّغة الفرنسيّة عن دار لارماتون الفرنسيّة الشّهيرة للنّشر والتّوزيع (L’Harmattan)، تحت عنوان (Je m’adore) في 262 صفحة من القطع الرّوائيّ، وقد قام بترجمتها إلى الفرنسيّة الأديب والمترجم والباحث المغربيّ محمد الطّاهريّ.
وقد تمّ إشهار الرّواية بشكل الكترونيّ للرّواية على الموقع الرّسميّ للدّار، وسيكون هناك حفل إشهار رسميّ لها في باريس في القريب بحضور الرّوائيّة سناء الشّعلان والمترجم محمد الطّاهريّ.
وتأتي هذه التّرجمة الفرنسيّة للرّواية بعد أنْ صدرت في أربع طبعات متتالية باللّغة بالعربيّة، كما حصدتْ عدداً من الجوائز والتّكريمات، فضلاً عن كتابة عدد كبير من الدّراسات والأبحاث عنها، وعشرات الرّسائل والأطروحات عنها في جامعات عربيّة وعالميّة.
وعلقّ المترجم محمد الطّاهريّ على صدور ترجمته للرّواية باللّغة الفرنسيّة بقوله: “عندما شرعتُ في قراءة رواية (أَعْشَقُنِي) لأوّل مرّة في عام 2012 وجدتني على خلاف ما قرأتُ، وما أكثر ما قرأتُ سواء بلغتنا العربيّة الأمّ الرّائعة أم بالفرنسيّة؛ وجدتني في حضرة إبداع لم يسبقْ لحواسي أن تفاعلتْ مع إبداع أدبيّ آخر غيره بنفس تلك اللّهفة والإعجاب والاستمتاع. ولعلّ جرأة المؤلّفة سناء التي ما بعدها جرأة أو تجرّؤ في التّعاطي مع الثّيمات كما في التّعبير بكلّ ما أوتيت الرّوح من قوّة شبقيّة وعنف واشتهاء، هي ما جعل هذا الإبداع الأدبيّ يسكن دواخلي، ويملؤها حبّاً ومتعة لدرجة أنّني أدركتُ أنّني لن أبرأ منه إلاّ بإعادة كتابته بلغة أخرى، بعد إذن كليوبترا/ سناء عصرها طبعاً. وهكذا نزعت رواية (أَعْشَقُنِي) ثوبها العربيّ كي تتلحّف بعد جهد مضنٍ بثوب فرنسيّ أصيل يليق بمحتواها وبروح أمّها/ سناء الحالمة دونما انقطاع. أمّا شعوري تجاه هذا الحدث السّعيد الذي يأتي في هذه الأوقات المباركة من شهر رمضان، فأقلّ ما يمكن قوله هو أنّني أحسستُ كما لو أنّني قد خُلقتُ من جديد”.
في حين عبّرت الشّعلان عن سعادتها بهذه التّرجمة الفرنسيّة التي تعدّها بوابة لها على المشهد الإبداعيّ الفرنسيّ وعلى ذائقيّة المتحدّث بالفرنسيّة، كما شكرتْ دار لارماتون (L’Harmattan) الفرنسيّة الشّهيرة التي أخذت على عتاقها أن تقدّم إبداعها الرّوائيّ للمتلقّي المتحدّث بالفرنسيّة، كما عبّرتْ عن شكرها وتقديرها للمترجم محمد الطّاهريّ الذي بذل جهوداً جبّارة ومخلصة في هذه التّرجمة في شراكة انسجاميّة مذهلة معها استمرّتْ لسنوات كابد فيها لأجل نقل هذه الرّواية إلى الفرنسيّة في حلّة أنيقة لا تنقص منها شيئاً، أو تسقط من جماليّاتها البنائيّة أو الجماليّة أو الفكريّة، بعد الكثير من العصف الذّهنيّ المشترك بينهما حول الرّواية وأفكارها وعوالمها لنقلها إلى اللّغة الفرنسيّة بكامل محمولاتها الشّكليّة والمضمونيّة، واصفاً هذه الشّراكة الإبداعيّة بالأمومة والأبوّة الشّرعيّة لرواية (أَعْشَقُنِي).
رواية (أَعْشَقُنِي) تقع في 8 فصول، وهي رواية جدليّة من حيث الشّكل البنائيّ السّرديّ ومن حيث الموضوع؛ فهي رواية من رواية الخيال العلميّ في سرديّة رومانسيّة، وهي تقدّم مساحات النّفس الإنسانيّة بما فيها من معضلات فكريّة ونفسيّة وجسديّة عبر منظور زمني عامودي يخترق أكثر من ألفي عام من تاريخ الحضارة الإنسانية، حتى النفاذ إلى ألف عام أخرى مستقبليّة مفترضة حيث عام 3000 ميلادي عبر توليفة استشرافيّة فنتازية لما قد يكون عليه مستقبل البشريّة في ضوء معطياتها الحاضرة،وانطلاقاً من أزماتها الرّاهنة في إزاء خيال علميّ يعد بالكثير من التّقدّم على المستوى التّقنيّ، في حين يظلّ عاجزاً عن الارتقاء بإنسانيّة الإنسان، وقاصراً عن السّمو بقلبه وعقله، ليظلّ هو الآخر حبيس أزمات الإنسان ومعضلاته وأفكاره وأسئلته الكبرى.
هذه الرّواية تهجر التّخوم لتدخل إلى عوالم الأسئلة الكبرى عند الإنسان، مثل: الموت والحياة والسّعادة والخلق والقوة والعلم والجنس والعشق والدّين والرّب والسّلطة والثّورة والنّصر والهزيمة والفرد والجماعة، وتحاول أن تقدّم تجربة عشقيّة هاربة من عالم الماديّ التقني المفترض في المستقبل في ضوء الخيال العلميّ، لتقدّم تجربة طوبائيّة للعشق والجنس والخلود والامتداد البشريّ.
طنجة الأدبية