كعادتها في أعمال سابقة، أثبتت الممثلة الشابة ريم فتحي حضورها القوي أمام كاميرا المخرج إدريس الروخ في سيتكوم “دار الهنا”، الذي تقدمه قناتنا التلفزيونية الأولى يوميا ضمن أعمالها الدرامية الرمضانية الحالية. وإلى جانب ريم فتحي، في دور أمل، الفتاة اليافعة، تميزت أيضا الممثلة المبدعة جليلة التلمسي، في دور عالية، أم أمل.
فهاتان الممثلتان كانتا الأكثر إقناعا بأدائهما المتميز في هذا العمل الكوميدي الاجتماعي، مقارنة مع باقي الممثلات والممثلين، حيث أظهرت التلمسي وجها جديدا في أدائها أمام كاميرا الروخ، وهو وجه مختلف تماما عن الوجه الذي ظهرت به مؤخرا في الفيلم التلفزيوني الجميل “ستة أشهر ويوم” للمخرج المبدع عبد السلام الكلاعي.
وليس غريبا إذن أن تتوج ريم فتحي مؤخرا بجائزة أفضل ممثلة في الدورة 37 للمهرجان السينمائي الدولي “نظرات من إفريقيا”، المنظم بمدينة مونريال الكندية، عن دورها في فيلم “نساء الجناح ج” من إخراج محمد نظيف، كما توجت جليلة التلمسي في مناسبات سابقة بجوائز التشخيص عن بعض أدوارها السينمائية وغيرها.
إن سيتكوم “دار الهنا” المقبول نسبيا، بالمقارنة مع أعمال أخرى من نفس اللون، تشارك فيه نخبة من الممثلات والممثلين من أجيال مختلفة. وما لاحظته شخصيا أن أداء هذه النخبة فيه مجهود كبير نسبيا، رغم الطابع النمطي الذي لم يستطع التخلص منه كل من الحاج محمد الجم وعبد الصمد مفتاح الخير على سبيل المثال، وهما ممثلان مسرحيان كبيران تذكرنا مشاركتهما الحالية بسيتكوم سابق لهما هو “عائلة السي مربوح”، الذي شخص فيه الجم دور الأب ومفتاح الخير دور الإبن، وهذان العملان الدراميان متشابهان من حيث مضامينهما بشكل ملحوظ.
ما تميز به سيتكوم “دار الهنا” ومسلسل “بنات العساس”، وهما معا من إخراج إدريس الروخ، هو الإدارة الجيدة للممثلين من طرف المخرج، وهذا ليس غريبا لأن الروخ ممثل ومخرج ومؤلف، وقد جمع بين هذه الصفات الثلاث في بعض أعماله الفنية.
ومن غريب الصدف أن العملين الجديدين للروخ يعرضان يوميا وبشكل متتابع، الشيء الذي مكننا من الخروج بانطباعات أولية، خصوصا على مستوى الكاستينغ وأداء الممثلين. ففي الوقت الذي أظهرت فيه منى فتو أنها ممثلة متمكنة من أدواتها ومقنعة في أدائها لدور أكبر بنات العساس، لم تستطع دنيا بوطازوت التحرر من أدائها النمطي، الذي تكرس في أعمالها السابقة وفي الوصلات الإشهارية التي شاركت وتشارك فيها، بل أكثر من ذلك فاختيارها لأداء دور البنت الوسطى من بنات العساس لم يكن موفقا بالمرة.
وبناء عليه يبدو أن كاستينغ الأعمال التلفزيونية لا يتحكم فيه المخرج لوحده، بل لابد من موافقة الجهة المنتجة على اختياراته وتدخل الجهات المستشهرة أحيانا لفرض أسماء على حساب أسماء أخرى اعتمادا على معايير لا علاقة لها بالفن والإبداع.
أحمد سيجلماسي