بقصائد مالكة العلوي، خديجة يكن ومليكة فتح الإسلام والفنانة بسمة الملحوني
اختارت دار الشعر بمراكش، خلال الموسم الرابع 2020/2021، أن تنتظم لقاءاتها وفقراتها وندواتها تحت ميسم واحد هو الاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي. وهكذا استضافت الدار، عصر يوم الاثنين 8 مارس 2021، شاعرات مغربيات من تجارب وحساسيات وأجيال مختلفة، تتوحدن جميعا تحت ظلال القصيدة، بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات بمراكش. فقرة “أصوات نسائية”، ليست إلا تمثلا صغيرا لهذا المشهد الغني بمنجزه الشعري والنقدي، رسخت من خلاله الشاعرة والناقدة المغربية مسارات القصيدة المغربية الحديثة، إبداعا ونقدا.
هي لحظة متجددة، تجد صداها في جميع فقرات دار الشعر بمراكش، دون استثناء، للاقتراب من عوالم تجارب شعرية نسائية. وانفتاح متجدد على أفق قصيدة، تؤسس كينونتها الخاصة، وتسبر أغوار بلاغتها ولغتها في التفرد. وهكذا اختارت دار الشعر بمراكش، 8 مارس أن يكون بميسم الشعر في المشهد الثقافي المغربي. التقت الشاعرات: الزجالة مليكة فتح الإسلام، والشاعرة الأمازيغية خديجة يكن، والشاعرة مالكة العلوي والفنانة بسمة الملحوني، في لقاء خالص وموحد في تحيين الحاجة للإنصات لهذا الأفق الإبداعي، والذي طالما فتح عبر التاريخ، دروبا ومسارات خصبة على الإبداع والتخييل والفرادة.
اختارت الشاعرة مالكة العلوي أن تقرأ قصائد من ديوانها الصادر حديثا، “مهموس رخو من أقصى الشعر”، حيث الذات الشاعرة تسمو عميقا في اللغة، وحيث هي القصيدة والدهشة ونشدان الاستعارة. امرأة تنعتق في النص ومن خلاله، كي تكتب لغتها الخاصة وتفرد لصوتها مساحات التفرد. الشاعرة العلوي آيت سيدي لآلة مالكة ، الباحثة في علوم التربية والتي شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات بالمغرب وخارجه، عضو المجلس الإداري لتنسيقية الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب بجهة مراكش أسفي، صدر لها هذه السنة باكورتها الشعرية الأولى “مهموس رخو من أقصى الشعر”، عن مطبعة الشركة المصرية بالقاهرة.
ولأنها فقرة تندرج في سنة احتفاء دار الشعر بمراكش بالتنوع الثقافي المغربي، اختارت الشاعرة والباحثة الأمازيغية خديجة يكن، أن تهدي نصوصها للمرأة. قصائد من مختارات دواوينها الشعرية، حيث صوت الشاعرة يفرد للذات إقامتها في اللغة. فيما أنهت القراءة بنص خاص لامرأة، أقرب الى نداء الشاعرة لكل نساء العالم. خديجة يكن، الشاعرة والأديبة الأمازيغية المغربية، المتوجة بجائزة الطيب صالح (القصة/2018)، وجائزة الإيسيسكو (1996)، سبق تكريمها من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (2017)، مثلث الشعر الأمازيغي في مهرجان لاند (فرنسا/2011)، وأحد مؤسسات رابطة كاتبات المغرب. صدر لها في الشعر: “أقحوان” (2009)، “رائحة عريقة” (2011)، “مثل نهر طويل” (2017)، إضافة الى مجاميعها القصصية والروائية.
الزجالة مليكة فتح الإسلام، أحد الأصوات الشعرية اللافتة اليوم في القصيدة الزجلية في المغرب، وأحد اللواتي طبعن منجزها بمسيم خاص. شاركت الشاعرة في العديد من التظاهرات المغربية والمغاربية والعربية، المنظمة في المغرب. واختارت أن تكون مختارات قصائدها توازي الحدث الأممي، نصوص تخاطب هذه النزعة الذكورية، وتعيدها الى تأمل ذات المرأة في خصوصيتها وتفردها وحريتها. تحرص الشاعرة مليكة فتح الإسلام، على تخصيب نصوصها بمعجم الزجل، الذي يحفر عميقا في الذات المغربية وخصوصيتها، وأيضا إعطاء ملمح خاص لنصها الذي ينتصر لأناها وصوتها كامرأة حرة.
ودائما، في ظل حرص دار الشعر بمراكش على تجسير التباعد الاجتماعي، بين الشعراء والنقاد والفنانين والمتلقي شعريا. تأتي هذه الفقرة الجديدة من “أصوات نسائية” للدار، كي ترسخ أفق الأمل الذي يفتحه الشعر للإنسانية في زمن الجائحة، وهي محطة أخرى لمزيد من الإنصات لراهن المنجز الشعري المغربي، وأصواته الجديدة.
طنجة الأدبية