ضمن مشروعها المتمثل بطباعة مقتطفات من كتب أدبية عربية حققت أثراً حاضراً عبر العصور، أصدرت “الهيئة العامة السورية للكتاب” كتاب “المختار من كتاب دفاع عن البلاغة” لأحمد حسن الزيات (1885- 1968).
الكتاب الذي يحمل الرقم 13 ضمن سلسلة “ثمرات العقول”، تولى إعداده ابراهيم محمد المحمود، وجاء في مقدمته أن “الزيات سعى عبر مؤلفه هذا للدفاع عن البلاغة الاصيلة الصافية التي تنطبق عليها عدة معايير نقدية بعد أن آلمه ما وصل اليه حال البلاغة وما تسرب إليها مما هو من غير أهلها، ولا سيما مع مجيء بعض الدعوات الهدامة ممن تخذلهم قواهم من مسايرة ركب الفصحاء البلغاء او تعجز طباعهم عن ذلك”.
ويحدد الزيات، وهو أحد كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والوطن العربي، يحدد في الكتاب أسباب التنكر للبلاغة في العصر الحديث بالسرعة التي تدفع المؤلفين لأن يأتوا بكلام لا يتضمن إلا القليل من جمال لغتنا وكنوزها، ثم الصحافة لأنها تلزم في كثير من الأحيان كتابها مجاوبة السرعة وتوخي السهولة وإيثار العامية، إضافة إلى التطفل حيث ظهرت فئة من ذوي الشأن أرادوا أن يكونوا كتاباً أو شعراء دون أن يتحلوا بملكة اللغة.
ويعرض الزيات لحدود البلاغة ووظائفها وآلتها وهي الطبع الموهوب والعلم المكتسب مشيرا إلى مكانة الذوق فيها واختلاف أساليبها وإلى ما فيها من أصالة وإيجاز وتلاؤءم ويعني القبول في الآذان والخفة على اللسان رافضا استخدام ما أطلق عليها العامية الأدبية ولجوء بعض الكتاب العرب إلى المدارس الغربية.
يذكر أن الزيات كان عضواً في مجامع اللغة بدمشق وبغداد والقاهرة وفي “المجلس الأعلى للآداب والفنون” في مصر، كما أسس “مجلة الرسالة” وصدر له عدد من المؤلفات منها “تاريخ الأدب العربي”.