تعتبر رواية “تيزي، حياته الجديدة” للفرنسي كاميه دو توليدو، التي وصلت إلى المرحلة النهائية من جوائز “غونكور” الأدبية ، بمثابة قصيدة جنائزية مكونة من نصوص وصور فوتوغرافية غير ملونة.
وتبدأ الرواية، وهي قصة عائلية مزعجة وباعثة على الاضطراب، بمقطع: “أنت، أخي، قل لي … من يرتكب اغتيال رجل يقتل نفسه؟”.
ويرافق المؤلف (1976) قراءه ضمن سبر أغوار عميق ومخيف بعد انتحار أخيه “جيروم” قبل 15 عاماً. فهو ينسج، منذ الأسطر الأولى من الرواية، روابط بين قصته الخاصة به وقصة القرن العشرين رغم أنه يتوسع في الماضي إلى أبعد من ذلك بكثير.
ويقدم دي توليدو إصداره الجديد على أنه “سرد قديم”، لكن الكتاب يبدو بالنسبة للقراء كشكل أدبي جديد، يتأرجح ما بين رواية الحقبة والشعر والأرشيف الفوتوغرافي المبعوث والمتناغم مع الحكايات والصفحات.
كما تأخذ رواية الكاتب الذي درس التاريخ والعلوم السياسية ومارس الفن التشكيلي والفيديو، شكل الجريدة الحميمة تارة “جيروم، أخي، لماذا تم تعيينك؟”، والأسطورة الحديثة تارة أخرى “أب يفك بمفرده الحبل الذي شنق به ابنه نفسه”، والدين أحياناً “هذه هي طفولتك”.
ويمثل شخص تيزي الذي فقد للتو أخاه وأباه وأمه والذي يحزم أمتعته في 2012 لمغادرة “مدينة الغرب” مع أطفاله بحثاً عن حياة جديدة قبل أن يدركه الماضي، الأنا البديل للروائي نفسه.
واختار المؤلف لتوقيعاته لقب كامي دي توليدو تكريماً لوالد جده لأمه والاسم العائلي لجدته من الأم.
طنجة الأدبية-وكالات