وقع اختيار إدارة «مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط»، في نسخته السادسة والثلاثين (36) من 7 إلى 12 نونبر 2020، في فقرة التكريمات، على المبدع المغربي داوود أولاد السيد، احتفاء به وبمجمل أعماله السينمائية، إلى جانب أسماء فنية أخرى من مصر وبلدان عربية وأجنبية .
ومعلوم أن هذا الأستاذ الجامعي سابقا (67 سنة) فنان فوتوغرافي ومخرج سينمائي وتلفزيوني من مواليد مراكش يوم 14 أبريل 1953. تلقى تكوينا في الرياضيات والفيزياء في المغرب وفرنسا، وبعد حصوله من جامعة نانسي على دكتوراه في العلوم الفيزيائية سنة 1981 أصبح مدرسا بكلية العلوم في الرباط إلى حدود سنة 2005 .
وكانت انطلاقته الفنية فوتوغرافية بالأساس، حيث نظم ابتداء من سنة 1986 وما زال معارض لصوره في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمغرب وفرنسا وبلجيكا وهولاندا وسويسرا، ويرجع الفضل إلى المبدع الراحل أحمد البوعناني في توجيهه إلى السينما، حيث أخرج على امتداد ثلاثة عقود من الزمان خمسة أفلام قصيرة وستة أفلام طويلة، هي: «كاريكاتور» و«باريس 13 يوليو» (1989) و«الذاكرة البنية» (1991) و«بين الغياب والنسيان» (1993) و«الواد» (1995) و«باي باي السويرتي «(1998) و«عود الريح» (2001) و«طرفاية أو باب البحر» (2004) و«في انتظار بازوليني» (2007) و«الجامع» (2010) و«كلام الصحرا» (2017). هذا بالإضافة إلى الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة التالية: «نهاية أسبوع في العرائش» (2001) و«طريق مراكش» (2004) و«المكروم» (2005) و«ولد مو» (2009) و«زمان كنزة» (2011) و«الصباط» (2012)
و «إر + 4» (2014)، وأربع حلقات من سلسلة «المفتش حمادي» (2019)، والفيلمين الوثائقيين «الحب التضحية» (2017) و«الختان» (2018) .
وفي الشق الفوتوغرافي أصدر داوود لحد الآن أربعة كتب تتضمن عينات مختارة من صوره هي: «مغاربة» (1989) مع تقديم بقلم الراحل عبد الكبير الخطيبي، و«أبي الجعد، فضاء وذاكرة» (1996) مع مقدمة بالفرنسية بقلم عبد الله نجيب الرفايف وأخرى بالعربية بقلم إدريس الخوري، و«مجالات اللحظة» (2000) مع نصوص شعرية بقلم المبدع الراحل أحمد البوعناني، و«داوود أولاد السيد» (2015) مع تقديم لمنى مكوار، باحثة مغربية، وجان لوك مونطيروسو، المشرف على الدار الأوروبية للتصوير الفوتوغرافي بباريس، الجهة التي صدر عنها الكتاب.
تتميز أفلام داوود أولاد السيد السينمائية ببصمة خاصة على مستوى كتابتها وبتركيز على شخصيات وفضاءات الهامش على مستوى مضامينها، الشيء الذي جعلها تلقى ترحيبا في المهرجانات ولدى نقاد السينما .
تجدر الإشارة إلى أن هذا المبدع المراكشي، المقيم في الرباط منذ سنوات، هو المخرج المغربي الوحيد لحد الآن الذي صدرت عن تجربته السينمائية سبعة كتب بالعربية والفرنسة هي تباعا: « سينما داوود أولاد السيد: المرتكزات والخصوصية» (2007) و«مجازات الصورة: قراءة في التجربة السينمائية لداوود أولاد السيد» (2011) و«سيناريو وتقطيع فيلم الجامع» (2013) و«فيزياء السينما: قراءة في المنجز السينمائي لداوود أولاد السيد» (2013) و«داوود أولاد السيد.. من الفوتوغرافيا إلى السينما » (2016) و«داوود أولاد السيد.. السينما وصورتها» (2017) و«سينما بشكل آخر» (2018)…
كما تجدر الإشارة إلى حضوره المكثف في جل المهرجانات والتظاهرات السينمائية المنظمة في المغرب، إلى جانب مشاركاته المتعددة في مهرجانات أروبية وعربية وإفريقية وغيرها وحصده لجوائز معتبرة شرفت وجه الإبداع السينمائي المغربي خارج الوطن وداخله.
أحمد سيجلماسي