حلت يوم الجمعة 16 أكتوبر 2020 الذكرى الثلاثون لرحيل المخرج السينمائي والتلفزيوني محمد ركاب، الذي غادر عالمنا يوم 16 أكتوبر 1990 بباريس ودفن يوم 19 من نفس الشهر بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء. وهي مناسبة للتذكير بأعماله السينمائية والتلفزيونية وطرح بعض التساؤلات المرتبطة بحفظها من التلف والتمكين من تداولها بين الناس.
تتكون فيلموغرافيته السينمائية من العناوين التالية:
“الحياة كفاح” (1968) للمخرجين الراحلين محمد بن عبد الواحد التازي وأحمد المسناوي.. شخص في هذا الفيلم دورا صغيرا.
“الحصار” (1972).. فيلم قصير من إخراجه وتشخيص الراحلين حسن الصقلي ومصطفي التومي.
“شبح العاشق” (1973).. فيلم قصير من إخراجه عن سيناريو حميد برودان وقفت فيه الممثلة فاطمة وشاي لأول مرة أمام الكاميرا.
“رماد الزريبة” (1976)..أول فيلم روائي طويل كتب سيناريوه وأخرجه في إطار عمل جماعي ساهم فيه إلى جانبه كل من الأخوين مصطفى وعبد الكريم الدرقاوي وعبد القادر لقطع ونور الدين كونجار وسعد الشرايبي وآخرين.
“حلاق درب الفقراء” (1982).. ثاني وآخر أفلامه الروائية الطويلة.
تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى أفلامه السينمائية المذكورة أعلاه أنتج محمد ركاب (1938- 1990) وصور وأخرج مجموعة من البرامج والأفلام الوثائقية والربورتاجات والسهرات والمسرحيات لفائدة مؤسسة “الإذاعة والتلفزة المغربية”، عندما التحق بها سنة 1967، نذكر منها العناوين التالية:
“قصة من زجاج” (1969).. فيلم تلفزيوني متوسط الطول أخرجه انطلاقا من سيناريو كتبه المسرحي والشاعر الغنائي والزجال والممثل الراحل علي الحداني.
“الكاميرا 4”.. برنامج منوعات صور بكاميرا 16 ملم بالإشتراك مع الراحلين حميد بن الشريف وحسن المفتي.
“الإعلان التلفزيوني”.. وثائقي ساهم في إنجازه الصحافي الراحل العربي الصقلي (شقيق الممثل الراحل حسن الصقلي).
“الضحية”.. مسلسل ساهم محمد ركاب في إخراج بعض حلقاته.
“الحراز”.. مسرحية للراحل الطيب الصديقي صورها وأخرجها ركاب للتلفزيون.
“بصمات”.. برنامج ثقافي توثيقي كان يعده طاقم مكون من الأساتذة مصطفى المسناوي (رحمه الله) ويوسف فاضل وفرتات التيجانية ويخرجه ركاب.. صورت منه ثلاث حلقات فقط عرضت منها حلقتان الأولى حول الراحل محمد عصفور (أب السينما المغربية) والثانية حول الراحل جرمان عياش (مؤرخ مغربي وأستاذ جامعي)، أما الثالثة حول المفكر والباحث في الفكر الإسلامي الراحل محمد أركون فلم يتم عرضها قط.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى أنه تم سنة 1997 اختيار يوم 16 أكتوبر من كل سنة “يوما وطنيا للسينما” يجتمع فيه السينمائيون المغاربة لتدارس مشاكل القطاع السينمائي بالمغرب والتفكير الجماعي في حلول لها، إلا أنه في السنوات الأخيرة وقع فتور ملحوظ ولم تعد المؤسسة الوصية على قطاع السينما ببلادنا (المركز السينمائي المغربي) تعير اهتماما جديا لهذا اليوم الوطني المتزامن مع ذكرى رحيل ركاب رحمه الله.
وبمناسبة هذه الذكرى تحضرني بعض التساؤلات أجملها فيما يلي: هل لا زالت التلفزة المغربية تحافظ في أرشيفها على ما خلفه محمد ركاب وغيره من أعمال؟ ولماذا لا يتم نفض الغبار عن هذه الأعمال وغيرها من خلال ترميمها وإعادة عرضها؟ ولماذا لا يتم إحداث قناة أو منصة إلكترونية متخصصة في تراثنا السمعي البصري تمكن الباحثين في تاريخ التلفزيون والسينما والمسرح وفنون الفرجة عموما من مشاهدة وإعادة مشاهدة الأعمال القديمة؟
إن أرشيفنا التلفزيوني والسينمائي والمسرحي (المصور) يمكنه أن يشكل مادة خام لإنتاج العديد من البرامج والأفلام ذات الطبيعة التوثيقية والتأريخية التي يمكنها أن تساهم في حفظ ذاكرتنا الفنية من التلف، كما يمكنها أن تعرف الأجيال الحالية والقادمة برواد الفن المغربي الذين لفهم النسيان، فمن العار ألا تهتم مؤسساتنا المعنية بأمور الفن والثقافة (وزارة الثقافة، القنوات التلفزيونية، المركز السينمائي المغربي…) بشكل جدي بمسألة التوثيق لهذه الذاكرة ورموزها.
أحمد سيجلماسي