استضافت صالة المعارض في “المركز الثقافي” في مدينة الحسكة السورية، مجموعة من اللوحات التشيكلية أنجزها شباب وشابات من المحافظة.
وحملت هذه الاحتفالية التشكيلية شعار “نحن الامل”، تأكيداً على قدرة الشباب السوري على تجاوز آثار الحرب، وإخراج مواهبهم إلى الحياة وإبراز قدرتهم في أن يكونوا الامل في إعادة إعمار ما خربته الحرب.
هكذا قدم تسعة من طلاب وطالبات الجامعات في الحسكة، أكثر من 30 لوحة تشكيلية في أول تجربة فنية لهم.
وشكل المعرض بحسب تصريحات مدير المركز الثقافي في الحسكة عبد الرحمن السيد، “انطلاقة مهمة لشباب سوري اجتمع على المحبة، رغم الارهاصات السياسية والعسكرية الموجودة في محافظة الحسكة”، في إشارة الى الوجود العسكري الأميركي والتركي.
وأضاف السيد في حديث للميادين الثقافية أن المعرض “كان فرصة لعرض هواجس الشباب، والتأكيد على التماسك والوحدة الاجتماعية في الحسكة، رداً على كل محاولات إحداث شرخ اجتماعي فيها”.
وتقول الطالبة في كلية طبّ الاسنان أنوشة محمد إنها انقطعت عن الرسم لفترة طويلة بسبب ظروف الحروب المأساوية، لتعود إلى الرسم وتشارك لأول مرة في معرض للفن التشكيلي، مؤكدة في حديث للميادين الثقافية أنها شاركت بثلاث لوحات تمكنت عبرها من الوصول إلى مرحلة متقدمة في الرسم التشكيلي.
وأضافت أنه وعلى الرغم من الحرب، “يبقى الامل موجوداً لتجاوز آثارها وإعادة الحياة إلى المواهب المدفونة”.
من جانبها، تقول شريفة أوسي، التي تدرس الهندسة المدنية، إن لوحاتها تنوعت بين الماندالا وثلاثي الأبعاد، بعد الاستفادة من تجارب عديدة، لافتة إلى أن “الرسم تفريغ لطاقات شبابية ويساعدهم على تخطي آثار الحرب، وإعادة الألق للفن التشكيلي”.
أما الطالبة شيرو الراوي، فرأت أن الحرب “تركت آثارها الكبيرة على الشباب، بعد أن قضوا جزءاً كبيراً من أعمارهم في سنين الحرب المستمرة على البلاد”، مشيرة إلى أن الرسم بالنسبة لكثير من الشباب “مكان لتفريغ الطاقات”، علماً أن لوحاتها “تحكي عن الحرب ومناخاتها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، لتأكيد ضرورة انتصار إرادة الحياة على الموت.
أما علي الجاسم فقدم لوحات تمزج بين الزخرفة والطبيعة الصامتة والتعبير، لإظهار جوانب عدة في الفن التشكيلي، معتبراً أن مشاركته كانت بمثابة فرصة مكنته من الاستفادة من تجارب عديدة لتعزيز موهبته والوصول فيها إلى الاحتراف”.
وفي هذا السياق أبدى منظم المعرض، محمد بشير العلي تفاؤله بــ “قدرة المبادرة على نشر الفكر التنويري بين الشباب، من خلال إخراج أعمالهم الفنية إلى النور، وإتاحة الفرصة لهم لنشر أفكارهم”، مؤكداً على “قدرة الشباب السوري على الابداع وتجاوز آثار الحرب”.
طنجة الأدبية-وكالات