عن مؤسسة مقاربات الثقافية صدرت سيرة شعرية للشاعر والناقد الدكتور صلاح بوسريف بعنوان “زرقة الشعر: ما أنا وما أكون” جاء في التقديم الذي صدر به الشاعر سيرته: “بدافع غامض، لا أعرف ما يكونُ، رأيتُ أن أكْتُبَ هذا الجزء من سِيرتِي الشِّعرية. لا بمعنى السِّيرة التي فيها أتحدَّث عن حياتي، أو عن بعض حياتي، كما يفعل الشُّعراء والكُتَّاب، وغيرهم ممن أُتِيحَ لهم أن يكونوا في قلب الحَدَث الثقافي أو الفنيّ، بل بمعنى السيرة النظرية ـ الجمالية، التي يكون فيها الشِّعْر هو موضوع الذَّات، أو تكون فيها الذَّات، بمعناها الشِّعْرِيّ الجماليّ. أعني الذَّات الكَاتِبَة، التي وجدتْ نفسها في ماء، إمَّا أن تتعلَّم السِّباحَةَ فِيه لِتَنْجُوَ من الغَرَق، وَ إِمَّا أن يَسْتَغْرِقَهَا المَاءُ فَتَطْفُو عَلَى سَطْحِه، مثل قَشَّةٍ تدفعُها الرِّيحُ في أيّ اتِّجاه، دون إرادة أو رغبة منها.بقدر ما كان الماء سبباً في غَرَقِي، بقدر ما كان سَبَباً في معرفتي بالسِّبَاحَة، وخَوْضِ مَا وَاجَهَنِي بِه من أمواجٍ، و ما عَلا منها وارْتَفَعْ، كان أكثر ِممَّا انْحدَر ماؤه وَ هَوَّنَ عَليَّ بَعْضَ أَشْجَانِي.فالشِّعْرُ وَحْدَهُ مَجَرَّة، لا يمكن إدراكُ شَسَاعَتِها، وَ لا مَا تَحْفَلُ به من مُشْكِلاتٍ و تَشَابُكَاتٍ، لأنَّه معْرِفِيّاً، يفرض على مَنْ يَخوض ماءَه أن يعرف طِباع الرِّياح والسُّحُب والعواصف والأمواج، ويعرف متى يُصارِع تياراته، ومتى يترك الماء…”
يشار الى أن الرؤية البصرية للغلاف هي للفنان والشاعر محمد العامري، أما التصميم : فهو للفنان بسام حمدان .
طنجة الأدبية