الرئيسيةأخبارذكرى وفاة الكاتب الكبير نجيب محفوظ

ذكرى وفاة الكاتب الكبير نجيب محفوظ

مرَّت أمس ذكرى رحيل الأديب المصري العالمى نجيب محفوظ، والذى رحل عن عالمنا فى مثل يوم 30 غشت من عام 2006، تاركا خلفه الكثير من الأعمال الأدبية الرفيعة، التى تظل أيقونة من أيقونات الأدب العربى.

نجيب محفوظ هو الكاتب العربى الوحيد الذى حقق المستحيل، عندما أعلنت الأكاديمية السويدية فوزه بأهم جائزة فى العالم هى نوبل للآداب، وكان ذلك فى يوم 13 أكتوبر عام 1988م.

تدور أحداث روايات صاحب نوبل فى مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هى الحارة التى تعادل العالم، ويعد محفوظ أكثر أديب عربى نقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.

ولد نجيب محفوظ فى حى الجمالية، فى 11 ديسمبر 1911م، والده “عبد العزيز إبراهيم”، والذى كان يعمل موظفاً، ووالدته هى “فاطمة مصطفى قشيشة”، ابنة الشيخ “مصطفى قشيشة”، وهو من علماء الأزهر، وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته.

تزوج نجيب محفوظ فى فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة “عطية الله إبراهيم”، وأخفى خبر زواجه عن حوله لعشر سنوات.

بدأ نجيب محفوظ الكتابة فى منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة فى مجلة الرسالة. فى 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التى تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية.

فى 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية أولاد حارتنا مسلسلةً فى جريدة الأهرام، وثم توقف النشر فى 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على “تطاوله على الذات الإلهية”.

فى أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ فى عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.

شغل محفوظ منصب سكرتير برلمانى فى وزارة الأوقاف فى 1938، وحتى 1945. كما شغل منصب مدير مؤسسة القرض الحسن فى وزارة الأوقاف حتى 1954، وشغل منصب مدير مكتب وزير الإرشاد. ثم منصب مدير للرقابة على المصنفات الفنية فى وزارة الثقافة. وعمل كمدير عام فى مؤسسة دعم السينما فى 1960، ثم رئيس مجلس الإدارة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. آخر منصبٍ حكومى شغله محفوظ كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما فى 1966، وحتى 1971، ثم تقاعد بعدها ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. في 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم نشر كفاح طيبة، ورادوبيس منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة. وبدءاً من 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي، وزقاق المدق. جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع: بداية ونهاية، وثلاثية القاهرة. فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته: الشحاذ، وأولاد حارتنا، والتي سببت ردود فعلٍ قوية، وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله. كما اتجه محفوظ في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في رواياته: الحرافيش، ليالي ألف ليلة. وكتابة البوح الصوفي، والأحلام كما في: أصداء السيرة الذاتية، وأحلام فترة النقاهة، واللذان اتسما بالتكثيف الشعري، وتفجير اللغة والعالم. وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدويناً معاصراً لهم الوجود الإنساني، ووضعية الإنسان في عالم يبدو وكأنه هجر الله أو هجره الله، كما أنها تعكس رؤية المثقّفين على اختلاف ميولهم إلى السلطة.

توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد الثلاثية، ودخل في حالة صمت أدبي، وانتقل خلاله من الواقعية الاجتماعية إلى الواقعية الرمزية. ثم بدأ نشر روايته الجديدة أولاد حارتنا في جريدة الأهرام في 1959. وفيها استسلم نجيب لهواية استعمال الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية، والاجتماعية لمصر ما بعد الثورة، ليطرح سؤال على رجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون في السير فيه (طريق الفتوات أم طريق الحرافيش؟)، وأثارت الرواية ردود أفعالٍ قوية تسببت في وقف نشرها والتوجيه بعدم نشرها كاملة في مصر، رغم صدورها في 1967، في دار الآداب اللبنانية. جاءت ردود الفعل القوية من التفسيرات المباشرة للرموز الدينية في الرواية، وشخصياتها أمثال: الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة. وشكل موت الجبلاوي فيها صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية.

أولاد حارتنا واحدة من أربع رواياتٍ تسببت في فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب، كما أنها كانت السبب المباشر في التحريض على محاولة اغتياله. وبعدها لم يتخل تماماً عن واقعيته الرمزية، فنشر ملحمة الحرافيش في 1977، بعد عشر سنواتٍ من نشر أولاد حارتنا كاملة.

كما أنه قد رفض نشرها بعد ذلك حرصا على وعد قطعه للسيد كمال أبو المجد مندوب الرئيس عبد الناصر بعدم نشر الرواية داخل مصر.

 

طنجة الأدبية-وكالات 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *